×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقول الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ [آل عمران: 154].

****

قال: «وقول الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ [آل عمران: 154]، ﴿يَقُولُونَ يعني: المنافقين.

وهذه الآية جاءت في سياق غَزْوة أُحُد في سورة «آل عمران»، وما حصَل على المسلمين فيها من المصيبة التي حلَّت بهم من استشهاد كثير منهم وانتصار عدوِّهم عليهم بسبب أنهم خالفوا أمرَ الرسول صلى الله عليه وسلم في تنظيم العسكر، فالرسول صلى الله عليه وسلم نظَّم العسكر قبل القتال، وجعَل جماعةً من الرُّماة على جبلٍ يحمُون ظُهور المسلمين، وقال لهم: «لاَ تَتْرُكُوا الْجَبَلَ سَوَاءً انْتَصَرْنَا أَوْ هُزِمْنَا»، ثم بدَأت المعركة فصار المسلمون يُقاتِلون الكفَّار وظُهورهم محميَّة، فاندفعوا على الكفَّار وقتَلوا منهم وفتَكوا بهم، فكان النصر للمسلمين.

ولمَّا شرَعوا في جمْع الغنائم رءاهم الذين على الجبل فقالوا: ننزِل نُشارك في الغنائم، فنهاهم قائدهم عبد الله بن جُبَير وذكَّرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتْرُكُوا الْجَبَلَ سَوَاءً انْتَصَرْنَا أَوْ هُزِمْنَا»، فأبَوا ونزَلوا.

فلمَّا نزَلوا جاء الكفَّار من خلْف المسلمين مع الجبل وانقضُّوا على المسلمين، وما شعَر المسلمون إلا وهم بين الكفَّار من هنا وهنا، فدارَت المعركة من جديد، وصارت على المسلمين المصيبة بسبب معصيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم [آل عمران: 152] يعني: تقتُلونهم، ﴿بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم، يعني: الرُّماة، ﴿مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ


الشرح