×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قال مجاهد: «هذا بعملي، وأنا محقوقٌ به». وقال ابن عبَّاس: «يريد: من عندي». وقوله: ﴿إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ [القصص: 78].

قال قتادة: «على علمٍ منِّي بوُجوه المكاسب». وقال آخرون: «على علم من الله أنِّي له أهل». وهذا معنى قولِ مجاهد: «أوتيتُه على شَرَف».

****

«قال مجاهد» هو مجاهد بن جَبْر، الإمام الجليل، من كبار التابعين.

«هذا بعملي، وأنا محقوقٌ به» يعني: هذه النعمة إنما حصلتُ عليها بعملي وكَدِّي وكسبي واحترافي، وأنا محقوق بها، أي: أستحقها، وأنا الذي حصَّلتُها، وأنا الذي جمعتُها.

«وقال ابن عبَّاس: يريد: هذا مِن عندي» يعني: بعملي وبسببي، أنا الذي حصَّلتُه وتعبْتُ فيه.

«وقوله: ﴿إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ [القصص: 78] » قال قتادة: على علم منِّي بوجوه المكاسب، وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل» القول الأوَّل معناه: أنِّني رجلٌ عالم بالاقتصاد وطُرق الكسب، كما يقوله اليوم الاقتصاديِّون؛ حيث يتباهون بالحِذْق بعلم الاقتصاد، ويظنون أَنَّ الأموال والثَّروات التي يحصُلون عليها بسبب حِذْقِهم ومعرفتهم وخِبْرَتهم، ولا ينسبون هذا إلى الله سبحانه وتعالى.


الشرح