وعن
أبي هريرة رضي الله عنه: «إِنَّ ثَلاَثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ،
وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ
إِلَيْهِمْ مَلَكًا.
****
والقولُ الثاني
معناه: أن الله أعطاني هذا المال لأنَّه يعلم أنِّي أستحقُّه، ولا فضل لله عليَّ
فيه.
قال الشيخ: «وهذا
معنى قول مجاهد: أوتيتُه على شرف» أي: أن الله علم أنني رجل شريف وذو مكانة
ومنزلة، فالله أعطانيه لمنزلتي، ومعنى هذا: إنكار الفضل من الله سبحانه وتعالى.
قال العلماء: «هذه
الأقوال لا تَنَافِيَ بينَها» لأنَّ الآيتين تشملان كلُّ هذه الأقوال،
فاختلافُهم إِنَّما هو اختلاف تنوُّع وليس اختلاف تضادٍّ.
قال: «عن أبي
هريرة رضي الله عنه إِنَّ ثَلاَثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ» بنوا إسرائيل هم
ذرية يعقوب، وسُمِّي إسرائيل، ومعناه: عبد الله.
«أَبْرَصَ» الأبرص: مَن أُصيب
بالبَرَص، وهو داءٌ يُصيب الجلد فيتحوَّل إلى أَبْيَضَ كَريه المنظر، وهذا المرض
لا يُمكِن علاجه في الطِبَّ البشري، ولذلك كان من معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام
أنه يُبْرئ الأبرص والأكمَهْ ويُحيي الموتى بإذن الله، وهذا ما لا يقوى عليه الطب
البشري.
«وَأَقْرَعَ» وهو الذي لا ينبُت
لرأسه شعر؛ لأنَّ هذا الشعر الذي ينْبَت على الرأس فيه فوائد عظيمة منها: الجمال،
ومنها منافع صحيَّة، وغير ذلك، فمن فقد شعر الرأس فإنَّه يفقد منافع كثيرة أعظمُها
الجمال، ويُصبح كريه المنظر.