×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فَأَتَى الأَْبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا، وَجِلْدًا حَسَنًا. قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِْبِلُ، أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ، [شَكَّ إِسْحَاقُ]. فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.

****

 «وَأَعْمَى» فهو الذي ذهب بصرهُ كلُّه، أمَّا الذي ذهب منه بصرُ عينٍ واحدة؛ فهذا يسمَّى أعور.

وقوله: «أَرَادَ اللَّهُ» الله جل وعلا يوصَف بالإرادة، والمخلوق - أيضًا - يوصَف بالإرادة، ولكنْ إرادةُ الله خاصَّةٌ به، وإرادة المخلوق خاصَّة به، وإرادة الله تنقسم إلى قسمين: إرادة كونيَّة، وإرادة شرعيَّة.

«أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ» يعني: أن يختبرهم.

«فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا» الملكُ: واحدُ الملائكةِ، وهم: خَلْقٌ مِن خَلْقِ الله ومِن عالم الغيب، خلقهم الله جل وعلا لعبادته، وخلقهم - أيضًا - لتنفيذ أوامره تعالى في مُلْكه، فمنهم الموكَّل بالوحي، ومنهم الموكَّل بالقَطْر والنَّبات، ومنهم الموكَّل بالنفخ في الصُّور، ومنهم الموكَّل بالأجنَّة، ومنهم الموكَّل بحفظ أعمال بني آدم، كُلٌّ من الملائكة له عمل: ﴿لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6].

«فَأَتَى الأَْبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ»

مسح على هذا الأبرص فبرئ، وعاد إليه لونٌ حسن وجلدٌ حسن، وهذا بقدرة الله تعالى لأنَّ الملك رسولُ الله.


الشرح