فعبادة الأصنام،
وعبادة الأضرحة، وعبادة الأشجار والأحجار، كل هذا شرك ظاهر.
أما الرياء فإنه شرك
خفي لأنه في المقاصد والنيَّات التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
والرياء مأخوذٌ من:
الرؤية؛ وذلك بأن يزيِّن العمل ويُحَسِّنه من أجل أن يراه النَّاس ويمدحوه ويُثنوا
عليه، أو لغير ذلك من المقاصد، فهذا يُسمَّى رياءً؛ لأنه يقصد رؤية النَّاس له.
والفرق بين الرياء
والسمعة: أن الرياء فيما يُرى من الأعمال التي ظاهرها لله وباطنها لغيره كالصلاة
والصدقة، أما السمعة فهي لِمَا يُسْمَع مِن الأقوال التي ظاهرها لله والقصد منها
لغير الله؛ كالقراءة والذكر والوعظ وغير ذلك مِن الأقوال، وقصد المتكلِّم أَنْ
يسمع النَّاسُ كلامَه فيثنوا عليه، ويقولوا هو جيِّد في الكلام، جيِّد في المحاورة،
جيِّد في الخُطْبة، إنه حسن الصوت في القرآن، إذا كان يحسِّن صوته بالقرآن، لأجل
ذلك فإذا كان يُلقي المحاضرات والندوات والدروس مِن أجل أَنْ يمدحَهُ النَّاسُ
فهذا سُمعة.
والرياء على قسمين:
القسم الأول: شركٌ أكبر وهو: إذا كان قصدُ الإنسان بجميع أعماله مراءاة النَّاس، ولا يقصد وجهَ الله أبدًا، وإنما يقصد العيش مع المسلمين، وحقن دمه، وحفظ ماله، فهذا رياء المنافقين، وهو شركٌ أكبر، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ