إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ
كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142]، وهذا لا يصدر من
مؤمن.
القسم الثاني: قد يصدر مِن مؤمن،
ويكون في بعض الأعمال، وهو: أن يكون العمل فيه قصدٌ لله وفيه قصدٌ لغير الله.
وهذا هو الشرك
الأصغر.
وهذا النوع من الرياء
له ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: إن كان مقصودًا في
العمل من أوَّلِه واستمرَّ معه إلى آخره فإنَّ هذا عملٌ مردودٌ، لا يقبلُه
الله سبحانه وتعالى فمَنْ صلَّى للهِ وهو يحبُّ أن يُمدح وأن يُثنى عليه، واستمرَّ
معه الرياءُ إلى آخر صلاته؛ فهذا لا تُقبل منه صلاتُهُ، بدليل الحديث الآتي.
الحالة الثانية: أن يكون أصل العمل
لله ثمَّ يطرأ عليه الرياء، فهذا إِنْ تاب منه صاحبُهُ في الحالِ ودفعه، وأخلص
العمل لله؛ فإنه لا يضرُّ صاحبه قولاً واحدًا؛ لأن أصل العمل لله وطرأ الرياء،
ثمَّ دفعه وأخلص العمل لله وعاد إلى الإخلاص، فهذا لا يضرُّه.
الحالة الثالثة: أَنْ يطرأَ في
أثناءِ العمل ويستمرَّ معه، فهذا موضع خلاف بين أهل العلم؛ منهم مَن قال: إنه
يُحْبِطُ العملَ كالنَّوع الأوَّلِ، ومنهم مَن قال: إنه يثاب على قدر نيَّتِهِ لله
في هذا العمل.
فالحاصل؛ أن هذا
النوع من الرياء وهو شركٌ أصغر له ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: إذا كان مع أصل العمل واستمرَّ إلى الآخر فهذا لا يُقبل قولاً واحدًا، صاحبه مستحقٌّ للعقاب، لكنه شركٌ أصغر