لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ﴾ [المؤمنون: 88- 89]، هذا شيءٌ متقرِّر،
ولكنّه لا يُدخِلُ في الإسلام، فمن أقرّ به واقتصر عليه ولم يقرّ بالنوع الثّاني -
وهو توحيد العبادة - فإنه لا يكون مسلِمًا ولو أقرّ بتوحيد الرّبوبيّة.
أمّا النوع الثّالث،
وهو توحيد الأسماء والصّفات: فهو في الحقيقة داخلٌ في توحيد الربوبية، ومن أجل هذا
بعض العلماء يُجمِل ويجعل التوحيد نوعين:
توحيدٌ في المعرفة
والإثبات، وهو توحيد الرّبوبية والأسماء والصّفات.
وتوحيدٌ في الطّلب
والقصد، وهو التوحيد الطَّلَبي العملي، وهو توحيد الأُلوهيّة.
ولكن لما وجدت طوائف
من هذه الأمة افترقت عن مذهب السّلف، وصار لها رأي في الأسماء والصفات تخالِف
الحق؛ جُعل هذا قسمًا ثالثًا من أجل الرد عليهم وبيانه للناس، فجعل التوحيد ثلاثة
أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن هذا التقسيم
تفصيليّ، والتقسيم الأوّل إجماليّ.
وقد وُجدت نابتة في
الآونة الأخيرة تجعل التوحيد قسمًا واحدًا، هو: توحيد الربوبية فقط، وتنكر ما
عداه! فلم يزيدوا على ما أقر به المشركون، ولم يعلموا - أو هم يتجاهلون - أن
القرآن الكريم قد دلَّ على التوحيد بأقسامه الثلاثة في آيات كثيرة.
ووُجدت طائفة أخرى تقول: إن التوحيد أربعة أقسام، وتزيد من