وقول الله تعالى: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ
بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ [الرعد: 30]
****
عندها توحيد الحاكمية! ولم تعلم أن هذا القسم
الذي زادوه داخل في توحيد الألوهية، وليس قسيمًا له.
وقد تكلم الشيخ على
توحيد الأُلوهية في معظَم أبواب هذا الكتاب، بل في أوّل بابٍ منه يقول: «كتاب
التوحيد، وقول الله تعالى: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] » فاعتنى بتوحيد
الألوهية؛ لأنه هو المقصود، وتوحيد الربوبية دليل عليه، وداخل في ضمنه.
ثم ذكر في هذا الباب
توحيد الأسماء والصفات، ولم يذكر توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية مُعتَرَفٌ به
عند جميع الخلق، وتُقِرُّ به حتى الأمم الكافرة على جاهليّتها وشركها، ولكنّه خصّ
باب الأسماء والصّفات هنا؛ لأنّ منكريه من هذه الأمّة من الفِرق الضّالّة كثيرون.
فأراد بهذا الباب أن
يبيِّن حكم هذه الفِرق المخالِفة في هذا النوع العظيم من أنواع التّوحيد، ولهذا
قال: «بابُ من جَحَد الأسماء والصّفات» أي: بيان حُكمه.
قال: «وقول الله
تعالى: ﴿وَهُمۡ﴾» أي: المشركون ﴿يَكۡفُرُونَ
بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ [الرعد: 30] أي: ينكرون هذا
الاسم الكريم ويجحدونه.
ويوضّح ذلك سبب نزول الآية، وهو: أنّ كُفّار قريش
لَمّا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكُر الرحمن، قالوا: وما الرّحمن؟ لا
نعرف الرّحمن إلا رحمن اليمامة، يَعْنُون: مسيلِمة الكذّاب، وذلك عندما صالح
النّبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الحديبيَة، وأراد أن يكتُبَ الصُّلْح،
ونادى عليَّ