×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ابن أبي طالب ليكتُب الصُّلْح، فقال له: «اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، قَالُوا: لاَ نَعْرِفُ: الرَّحْمَنَ إِلاَّ رَحْمَنُ الْيَمَامَةِ، وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، فأنزل الله تعالى: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ [الرعد: 30] ([1]).

وكذلك لَمّا كان النّبي صلى الله عليه وسلم في مكّة، وكان يصلِّي ويدعو في سُجوده: «يَا اللهُ، يَا رَحْمَنُ»، فقال المشركون لَمّا سمعوه: انظروا إلى هذا يزعُم أنّه يعبُد ربًّا واحدًا وهو يدعو ربّين: الله والرّحمن! قال الله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الإسراء: 110].

بيّن - سبحانه - أنّ أسماءه كثيرة، وتعدُّد الأسماء لا يدلّ على تعدُّد المسمّى، بل تعدُّد الأسماء يدّل على عظمة المسمّى، والله جل وعلا له أسماء كثيرة، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعراف: 180]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [طه: 8]، وقال تعالى في آخر سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ [الحشر: 23] إلى قوله: ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الحشر: 24]، فالله له أسماء كثيرة، كلّها حُسنى، يعني: تامّة عظيمة تشتمِل على معانٍ جليلة.

وفي الحديث الصحيح: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2])، وفي دعاء النّبي صلى الله عليه وسلم: «أَسْأَلُكَ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2581).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2585)، ومسلم رقم (2677).