×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

لَوَٰقِحَ [الحِجر: 22] تلقِّح السحاب، ﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ [الحِجر: 22]، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ [الروم: 48]، فالرِّياح إنَّما هي بأمر الله سبحانه وتعالى يُرسلها بالخير، ويُرسلها - أيضًا - بالشرِّ والعذاب، كما أرسلها على عاد: ﴿وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ [الذاريات: 41- 42]، ﴿أَرۡسَلۡنَا [الذاريات: 41] هو الذي أرسلها، ليست هي التي جاءت وأهلكتْ عادًا، وإنَّما الله هو الذي أرسلها، ﴿سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ [الحاقة: 7]، ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ ١٩ تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ [القمر: 19- 20]، ﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٤ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ [الأحقاف: 24- 25]، كلُّ هذا بأمر الله سبحانه وتعالى.

وقوله: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ» يعني: إذا رأيتم مِن الرِّيح ما تكرهون: رأيتم شدَّة الريح وقوَّتها وخشيتُم مِن أنَّها تضرُّكم أو تضرُّ بأموالكم أو تقتلع أشجارَكم أو تهدِّم بيوتكم، أو ما تكرهون مِن برودتها؛ لأنَّها قد تكون باردةً شديدة البُرودة، أو تكون حارَّة شديدة الحرارة، تُهلِك النبات وتُهلك الثِّمار.

«فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ» منها مِن قوَّتها، أو مِن برودَتها، أو مِن حرارتِها فتوجهوا إلى الله سبحانه وتعالى لا تتوجَّهوا إلى الرِّيح تذمُّونها وتسبُّونها،


الشرح