ولا يتوجَّهون إلى غيرِه؛ كحالة مشركي هذا
الزَّمان الذين إذا وقعوا في شدَّة فإنَّهم ينادون بالشِّرك، ويدعون غيرَ الله
سبحانه وتعالى يدعون مَن يخلِّصهم مِن الموتى ومن الأولياء والصَّالحين، يهتفون
بأسمائهم، ويذكرون أسماءهم حتى يخلِّصوهم، ويتواصون بذلك.
فالواجب على الدعاة:
أن يهتمُّوا بهذا الأمر، أَنْ يحذِّروا النَّاس، وأن يبيِّنوا للنَّاس، وأن يدعوا
النَّاس إلى توحيد الله، وأن يقوموا بتبليغ هذا الدين إلى النَّاس ويوضحوا العقيدة
على الوجه الصحيح الخالص، هذا هو الحلُّ، فالذي يريد أن يَحُلَّ مشاكل المسلمين
هذا هو الحل.
ولو قام بهذا واحدٌ
مخلص لأنقذ الله به أمَّة مِن الأمم أو أجيالاً من النَّاس؛ كما حصل على أيدي
الدُّعاة المخلصين وهم أفراد، والآن هناك جماعات للدعوة وهناك إمكانيَّات هائلة
وهناك أموال وهناك وهناك، لكن أين الآثار؟ لو كان هناك داعيةٌ واحد يقوم على
المنهج الصحيح ويدعو إلى الله على المنهج الصحيح لحصل به النفع الكثير.
والآن كثر الدعاة
وكثرت الجماعات وكثرت التنظيمات، ولكن أين الجدوى وأين الثمرة؟ الشر يزيد، والشرك
ينتشر؛ لأنَّ الدعوة هذه في الغالب ليست على أساس صحيح، ولو كانت على أساس صحيح
ومنهج سليم فواحد من المخلصين يكفي عن ألف داعية، كما هو معروف من سيَر الدعاة
المصلحين السَّابقين.
***
الصفحة 6 / 482