هذا ليس فيه جدوى مِن ناحية، وهو - أيضًا - شركٌ
بالله عز وجل ووضعٌ للشيء في غير موضعه.
«فَإِذَا رَأَيْتُمْ
مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا» هذا هو العلاج.
«اللَّهُمَّ إِنَّا
نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا
أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا
وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ» هذا هو العلاج: إسنادُ الأُمور إلى الله ودعاءُ الله جل
وعلا لدفع المكروه وجلْب الخير.
فدلَّ على أنَّ
الريح تُؤمَر بالخير وتُؤمر بالشَّرِّ، وفي الحديث: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ
اللَّهِ، تَأْتِي بِالْخَيْرِ، وَ تَأْتِي بِالشَّرِّ» ([1]) فهي مأمورة من الله
سبحانه وتعالى ومدبَّرة مرسلة.
يُستفاد من هذا
الحديث مسائل:
المسألة الأولى: فيه النَّهي عن
سبِّ الرَّيح؛ لأنَّ ذلك يُخِلُّ بالتَّوحيد من حيث إنَّه ينسِب الأُمور إلى غير
الله عز وجل.
المسألة الثانية: فيه أنَّ الريحَ
مدبَّرة مخلوقة، تأتي بالخير وتأتي بالشرِّ بأمر الله سبحانه وتعالى وما دامت كذلك
فإنَّها لا يُتوجَّه إليها لا بذمٍّ ولا بمدح، وإنِّما يُتوجَّه إلى الله تعالى
بالتضرُّع والدعاء عند الشدائد والشُّكر والحمد عند الرخاء والنعمة.
المسألة الثالثة: في الحديث دليلٌ على أنَّ المسلمين عند الشدائد يتوجَّهون إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرُّع والتَّوحيد، ولا يترُكون الدعاء،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (5097)، وأحمد رقم (7631)، والحاكم رقم (7769).