×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

ولا شكَّ فِي أن هذه الأبيات المزيدة ليست لابن أبي داودَ رحمه الله ؛ إذْ جميعُ مَن رَوَوُا القصيدةَ مِن تلاميذِهِ لم يَذْكُرُوا هذه الزِّيادَةَ، ومِن بينِهم ابنُ شاهين رحمه الله، كما تقدَّمَ فِي رِوايةِ الذَّهبِيِّ للمَنظومةِ مِن طريقِه، وليس فيها هذه الزِّيادَة، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أنَّها زِيدَتْ فِي القصيدةِ بعدُ.

ثُمَّ وَجدتُ أنَّ ثلاثةً مِن هذه الأبياتِ قد زادها ابنُ البِناءِ رحمه الله ! كما نبَّهَ عَلَى ذلك السفاريني فِي شرحهِ لهذه المَنظومةِ، قال رحمه الله فِي كتابهِ «لوائِح الأنوار السَّنِيَّة» ([1]): «هذه الثلاثةُ أبياتٍ، وأوَّلُها قولُه: وعائِشُ أُمُّ المُؤمنِينَ...

وثانيها: وَأنصارُهُ والمُهاجِرُونَ دِيارَهُمْ...

وثالثها: وَمِنْ بعدِهِمْ فالتَّابِعُونَ...

ليستْ من كلامِ النَّاظِم الذي هو الإمامُ الحافظ أبو بكر ابن أبي داودَ، بل مِن كلام العَلاَّمةِ المُحقق ابن البناء من أئِمَّةِ عُلمائِنا.

ثم قالَ الشَّيْخُ عبدُ الرَّزَّاقِ: وعَلَى هذا فتبقَى أربعةُ أبياتٍ مزيدةٍ عَلَى النَّظمِ ولا يُدْرَى مَن زادها! لكنَّنا نقطعُ أنَّها ليستْ لابنِ أبي داودَ رحمه الله تعالى، ولا تَصِحُّ نِسبَتُها إليه.

أمَّا مَعنى هذه الأبياتِ فلا شكَّ فِي حُسنِها وأهيمِّتها، عَلَى ضَعفِ تراكِيبِها وأوزانها؛ حتَّى إنَّ القارئَ لها لَيُدْرِك بمُجرَّدِ قِراءَتِها أنَّها مُقْحَمَةٌ مَزِيدَةٌ».


الشرح

([1])  لوائح الأنوار السنية: (2/ 105).