وقَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «لَعَلَّكَ
تُفْلِحُ»:
يعني: إذا أردتَ
الفلاحَ، وهو السَّعادَةُ فِي الدُّنيا والآخرةِ فتمَسَّكْ بحَبْلِ اللهِ،
واتَّبِع الهُدَى، هذا هو سبيلُ الفلاحِ. والفلاحُ هو: كَثْرَةُ الخيرِ ونَيْلُ
السَّعادةِ، قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1، 2]،
إلى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ
صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ
١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ ١١﴾ [المؤمنون: 9- 11]، فهذه هي أسبابُ الفلاحِ.
· فإذا كُنتَ تُريدُ الفَلاحَ
فعلَيكَ بهذِهِ الأُمورِ الثَّلاثَةِ:
1- تَمسَّكْ بِكتابِ
اللهِ.
2- وَاتَّبِعِ
الهُدَى.
3- وتَجنَّبِ البِدَعَ.
فإن أخْلَلْتَ
بِواحِدَةٍ مِن هذه الثَّلاثِ فإنَّكَ تخْسرُ، ولا تُفلِحُ أبدًا، قال تعالى: ﴿فَمَن
ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [المؤمنون: 102،
103]، فضِدُّ الفلاحِ: هو الخَسارُ - والعياذُ باللهِ - ولم يَخسَرُوا الأموالَ،
بل خَسِرُوا أنفُسَهُم. وكَوْنُ الإنسانِ يَخسَرُ نفسَهُ هذا أشدُّ أنواعِ
الخَسَارِ - والعياذُ بالله - ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ
ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا
ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الزمر: 15].
وقوله: «لَعَلَّكَ»:
هذا رجاءٌ؛ لأنَّ العقيدةَ الصّحيحةَ ألاَّ نَجْزِمَ لأحدٍ بفلاحٍ إِلاَّ مَن شَهِدَ