×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة


وَدِنْ بِكتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ الَّتِي

 

أَتَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تَنْجُو وَتَرْبَحُ 

*****

 لَهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أو جاءَ فِي القرآنِ أنَّهُ مِن أهل الفلاحِ، أمَّا مَن لم يأتِ فِي الكتابِ أو السُّنَّةِ تَعْيِينُه أنَّهُ مِنَ المُفلحِينَ، فإنَّنا لا نجْزِمُ له بالفلاحِ، ولكنْ نَرجُو للمُحْسِن، ونخافُ عَلَى المُسيءِ، وأيضًا المسلم لا يَغترُّ بِعملِه.

فمعنى قوله: «لَعَلَّكَ تُفْلِحُ»: أي لا تَغترَّ بعمَلِكَ، ولكن عليكَ أن تأتِيَ بالأعمالِ الصَّالحةِ، وترجُو اللهَ أنْ يجعَلَكَ مِنَ المُفلحِينَ، ولا تعتمِدْ عَلَى الرَّجاءِ فحَسْبُ بِدُونِ عمَلٍ؛ لأنَّ هذه طريقةُ الضَّالِّينَ، وهذا هو الرَّجاءُ المَذمُوم، والرَّجاءُ المَحمُود هو الَّذِي يكُونُ معه عَملٌ صَالِحٌ. فتعمل السَّببَ، وتَرجُو من اللهِ عز وجل.

قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «وَدِنْ»: يَعْنِي: اتَّبِعْ فِي دينِكَ كتابَ اللهِ، واتَّبِعْ سُنَن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فاجعلْ عمَلَكَ مأخوذًا مِن كتابِ اللهِ، ومِن سُنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ليس مأخوذًا عن الأهواءِ والبِدَعِ والمُحدثاتِ.

قوله: «والسُّنَن»: جَمْع سُنَّة، وهي طريقةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم القائِل: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» ([1])، أي: طريقَتِي.

وأمَّا عِند المُحدِّثينَ وفِي عِلم مُصطلح الحديثِ، فالسُّنَّةُ: هي ما ثبَتَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِن قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صِفَةٍ.

فلها إطلاقٌ عامٌّ، وهي الطَّرِيقةُ الَّتِي كانَ عليها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبوداود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).