×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

يقولُ الإمامُ الشَّافعِيُّ رحمه الله تعالى ([1]): «إِذَا خَالَفَ قَوْلِي قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخُذُوا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، واضْرِبُوا بِقَوْلِي عُرْضَ ([2]) الحَائطِ».

ويقولُ الإمامُ مالِكٌ رحمه الله تعالى: «كُلُّنَا رَادٌّ وَمردُودٌ عليهِ إلاَّ صاحِبَ هذا القَبْرِ».

يعنِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّهُ كان يُدَرِّسُ فِي المسجدِ النَّبَوِي، فيقولُ: «إِلاَّ صاحِبَ هذا القَبْرِ»، فالرَّسولُ لا يُرَدُّ عليه أبدًا، وإنَّما يُقْبَلُ قولُه، أمَّا غيرهُ فإنْ وافقَ الكِتابَ والسُّنَّةَ أُخِذَ بهِ، وإن خالَفَ يُرَدُّ.

والإمامُ أبو حنيفةَ، وهو أوَّلُ الأئمَّةِ الأربعةِ -رَحِمهمُ الله تعالى - يقُولُ: «إِنْ جاءَ الحَدِيثُ عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعَلَى الرَّأسِ والعيْنِ، وإذا جاءَ الحديثُ عَن أصحابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فعَلَى الرَّأْسِ والعَيْنِ، وإذا جاءَ الحديثُ عَنِ التَّابِعينَ فَهُمْ رِجالٌ، ونَحنُ رِجالٌ». يعني: الذي


الشرح

([1])  انظر أقوال الأئمة فِي الحث عَلَى الأخذ بالحديث ونبذ ما خالفه من الأقوال والآراء في: ((قواعد التحديث)) للقاسمي (ص 273) ط. دار الكتب العلمية، و((سير أعلام النبلاء)) (10/ 35) و((الرد عَلَى الأخنائي)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 185) ط. المطبعة السلفية، و((الصارم المسلول)) له (1/ 306) ط. دار ابن حزم، بيروت، و((إعلام الموقعين)) لابن القيم (3/ 287) ط. دار الجيل، و((تيسير العزيز الحميد)) (ص 563) ط. مكتبة التراث الإسلامي.

([2])  عُرْضُ الحائط: بضم العين وسكون الراء المهملتين، أي: جانبه ووسطه، كذا قال الحافظ فِي ((فتح الباري)) عند شرحه لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُرِضَتْ عليّ الجنّة والنّار آنفًا فِي عُرْضِ هذا الحائط فلم أر كالخير والشّرّ» كتاب (9) مواقيت الصلاة، باب (11) وقت الظهر عند الزوال رقم (540)، (2/ 30).