فنقولُ: البِدَعُ فِي الدِّينِ
ليس منها شيءٌ حَسَنٌ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ
بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ([1])، فمنْ قالَ: إنَّ
مِنَ البِدَعِ بِدْعَةً حَسَنةً، فإنَّهُ يكونُ مُكذِّبًا؛ لِقَوْلِ الرَّسُولِ
صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، وقولِه: «مَنْ عَمِلَ
عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، فَلا تُوجَدُ بِدْعَةٌ
حَسنَةٌ فِي الدِّينِ أبدًا.
أمَّا ما سَمَّوْهُ
مِنَ البِدَع الحِسان؛ كبِناءِ المدارسِ، والرُّبُطِ، وتَألِيفِ الكُتُبِ.
فنَقولُ: هذهِ ليستْ
بِدَعًا، بل هيَ مِمَّا حَثَّ الدِّينُ عليهِ، وهي وسائِلُ إلى أُمورِ مَشرُوعةٍ،
فقدْ حَثَّ عَلَى الإحسانِ، والعملِ الصَّالحِ، وفِعْلِ الخيرِ، وهذِه كُلُّها مِن
وسائِل الخيرِ، وهيَ مُعِينةٌ عَلَى فِعلِ الخيرِ. فهيَ ليستْ بِدَعًا، وقد جاءَ
بِها الدِّينُ، وحثَّ عليها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، قالَ تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ
وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المائدة: 2].
وَأمَّا قولُه: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» ([2])، فالمقصودُ بِه أنَّهُ: أَحْيَا سُنَّةً قدْ أُمِيتَتْ، فتَبِعَهُ النَّاسُ فِي
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).