وهذا تَشْبيهٌ للرُّؤيَةِ
بالرُّؤيَةِ لا المَرئيِّ بالمَرئِيِّ؛ كما صَحَّتْ بذلكَ الأحاديثُ عن رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم.
هذا مَذهَبُ أهلِ
السُّنَّةِ والجماعةِ في رُؤيَةِ اللهِ عز وجل.
واللهُ جل وعلا
يقولُ: ﴿لِّلَّذِينَ
أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ ﴾ [يونس: 26]، الحُسْنى هيَ:
الجنَّةُ، والزِّيادَةُ هيَ: النَّظرُ إلى وَجهِ اللهِ؛ كما في صَحيحِ مُسلمٍ ([1]).
وكما قال تعالى: ﴿لَهُم
مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ﴾ [ق: 35]، في
الجنّة، ﴿وَلَدَيْنَا
مَزِيدٌ﴾وهو رؤية الله جل
وعلا.
وكما في قَوْلِه تَعالَى:
﴿وُجُوهٞ
يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة: 22] من
النُّضْرةِ وهيَ البُهْجةُ، ﴿ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة: 23]
بأبصارِها؛ لأنَّ النَّظرَ إذا عدِّيَ بـ «إلى» فمَعناهُ المُعاينَةُ بالبَصرِ،
وإذا عُدِّيَ بنَفْسِه «ينظرون» فمَعناهُ التَّوقَّفُ والانتظارُ، وإذا عدِّيَ بـ «في»؛
كما في قولِه تَعالى: ﴿أَوَلَمۡ
يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأعراف: 185]،
فمَعناهُ التَّفكَّرُ والاعتِبارُ.
· فتَلخَّصَ من هذا أنَّ
النَّظرَ:
1- إنْ عُدِّيَ
بنفْسِه فمَعناهُ: الانتِظارُ.
2- وإنْ عُدِّيَ بـ «في» فمَعناهُ: التَّفكُّرُ والاعتِبارُ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (181).