×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

 

وَلَيْسَ بِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ بِوالِدٍ

 

وَلَيْسَ لَهُ شِبْهٌ تَعالَى المُسَبِّحُ

*****

وقولُ النَّاظِمِ رحمه الله تعالى: «يَتجلَّى»: يعني يَظْهَرُ - سُبحانَه وَتعالى - وَيُكْشَفُ الحِجابُ عنهُ جل وعلا.

وقوْلُه رحمه الله تعالى: «كَمَا الْبَدْرُ لاَ يَخْفَى»: هذا مَأخوذٌ من قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» ([1])، ليلةَ البَدرِ هيَ: ليلَةُ الخامسِ عشَرَ أو الرَّابعِ عشَرَ، وهيَ ليالي الإِبدارِ، وفيها تَمامُ القَمرِ؛ لأنَّ القَمرَ يُهِلُّ أوَّلَ الشَّهرِ ضَعيفًا، ثمَّ يَزيدُ إلى أن يَتكامَلَ في لِيالي الإِبدارِ، ثمَّ يأخُذُ في النَّقصِ إلى أن يَصيرَ هِلالاً، قالَ تَعالى: ﴿ وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ [يس: 39]، العُرجُونُ: هو عِذْقُ النَّخلةِ الَّذي تَروْنَه مُنحَنيًا إذا يَبِسَ، فالهِلالُ يكونُ على شَكْلِ العُرجونِ القَديمِ.

هذا مَأخُوذٌ من قوْلِ اللهِ - تَعالى - في سُورةِ الإخلاصِ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤ [الإخلاص: 1- 4]، وسُمِّيَتْ بسُورةِ الإخلاصِ؛ لأنَّها خُلِّصَتْ بالتَّوحيدِ.

·        والقُرآنُ على ثلاثَةِ أقْسامٍ:

1- إمَّا توحيدٌ، وهوَ الإخبارُ عنِ اللهِ وعِبادَتِه، والنَّهْيُ عنِ الشِّركِ بهِ.

2- وإمَّا أوامِرٌ ونَواهٍ، هيَ الحلالُ والحرامُ والأحكامُ الشَّرعيَّةُ.

3- وإمَّا أخبارٌ عنِ الرُّسلِ والأُممِ، والماضي والمُستقبلِ، والجنَّةِ والنَّارِ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7439)، ومسلم رقم (633).