×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

ورَدٌّ على المشركينَ الَّذينَ قالوا: الملائكَةُ بناتُ اللهِ، فجَعلوا للهِ البناتِ وهم يَكرَهونهنّ، قالَ تَعالى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ [النحل: 62]، فهم يَكرهونَ البَناتِ، فكَيفَ يَجعلونَها للهِ جل وعلا ؟! قالَ تَعالى: ﴿وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [النحل: 62]، وقال: ﴿أَمۡ لَهُ ٱلۡبَنَٰتُ وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ [الطور: 39]، أي: تَجعلُون لهُ البَناتِ وأنتُم تَكرَهونَ البَناتِ، ﴿وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ: وتَخْتصُّونَ بالبَنينَ الَّذينَ تُحبُّونَهم، وقالَ تَعالى: ﴿ وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [النحل: 62].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ [الزخرف: 15] ؛ لأنَّ الوَلَدَ جُزءٌ منَ الوالِدِ. فهُم شَبَّهُوا اللهَ جل وعلا بالمَخْلوقِينَ، وجَعلُوا له الوَلدَ، وهوَ مُنزَّهٌ عن ذلكَ.

ثمَّ قالَ جل وعلا: ﴿أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ [الزخرف: 18]: المَرأةُ تُنشَّأُ في الحِليَةِ؛ لأنَّها تَحتاجُ إلى حُليٍّ، فهيَ ناقِصةٌ،: عندَما تَحْصُلُ خُصومَةٌ ومُناقَشةٌ تَضْعُفُ المَرأةُ، فلا تَستطيعُ أن تُخاصِمَ عن نَفْسِها؛ ولذلكَ في الغالِبِ تُوكِّلُ مَن يُخاصِمُ عنها.

وقالَ تَعالى: ﴿وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ [الزُّخرُف: 19]: يقولونَ: إنَّهم بَناتُ اللهِ! ﴿أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡ‍َٔلُونَ [الزخرف: 19].


الشرح