×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

فليسَ المُرادُ يَنزِلُ أمْرُه، وليسَ المُرادُ يَنزِلُ مَلَكٌ مِن الملائِكَةِ؛ لأنَّ الأمْرَ والمَلكَ لا يَقولانِ هذهِ المَقَالاتِ الَّتي جاءَتْ في الحديثِ.

ونَظرًا لدَوَرانِ الشَّمسِ حَولَ الأرْضِ، قالوا - أيْضًا -: كيفَ يَنزِلُ واللّيلُ يَختَلِفُ باخْتلافِ الأقْطارِ؟! فالشَّمسُ تَدورُ حَوْلَ الأرضِ، ويكونُ نِصفُ الأرضِ في نَهارٍ ونِصفُها الآخرُ في ليلٍ، فيكونُ عندَنا نهَارٌ وعندَ الآخرينَ ليلٌ، والعَكْسُ.

نقولُ: هذا لا نَدخُلُ فيهِ؛ لأنَّ هذا مِن أمْرِ اللهِ، فالَّذي سَخَّرَ اللَّيلَ والنَّهارَ وجَعلَهُما يَتعاقَبانِ هُو الَّذي أخبَرَ أنَّه يَنزِلُ سبحانه وتعالى، فنَحْنُ نُثْبِتُ النُّزولَ ولا نَتعرَّضُ للكيفيَّةِ، ولا نقولُ: كيفَ يَنزِلُ وثُلُثُ اللَّيلِ يَختَلِفُ باختلافِ الأقاليمِ؟! بل نقولُ: هذا إذا كانَ نُزولُ المَخلوقِ، أمَّا نُزولُ الخالِقِ فهو يَنزِلُ كيفَ يشاءُ سبحانه وتعالى.

قالوا: النُّزولُ يَلزَمُ عليهِ الحَرَكةُ والانتِقالُ، فهلِ اللهُ يَنتَقِلُ منَ العَرشِ إلى السَّماءِ الدُّنيا ويَتحرَّكُ؟

نقولُ: هذا بَحثٌ عنِ الكيفيَّةِ، ونحنُ نقولُ: يَنزلُ كما يَشاءُ لا نَعلَمُ الكيفيَّةَ. اللهُ يَنزِلُ كيفَ يَشاءُ، وهوَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وهوَ الَّذي خلَقَ السَّماواتِ والأَرضَ، فلا نَخوضُ في هذا.

فنحْنُ نُثبِتُ النُّزولَ - كما جاءَ - كلَّ ليلَةٍ حينَ يَبقَى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرِ، نُثْبِتُه ونُؤمِنُ به، ولا نَلتَفِتُ إلى وَساوِسَ هؤلاءِ الَّذينَ يَستَدْركونَ على اللهِ سبحانه وتعالى ؛ كأنَّهم يَقولُون: إنَّ النُّزولَ لا يَليقُ بك يا ربَّنا؛ لأنَّه كذا وكذا، فهُم يَستَدْركون على اللهِ جل وعلا ويَستَدْركونَ على الرّسول صلى الله عليه وسلم ؛


الشرح