فليسَ المُرادُ
يَنزِلُ أمْرُه، وليسَ المُرادُ يَنزِلُ مَلَكٌ مِن الملائِكَةِ؛ لأنَّ الأمْرَ
والمَلكَ لا يَقولانِ هذهِ المَقَالاتِ الَّتي جاءَتْ في الحديثِ.
ونَظرًا لدَوَرانِ
الشَّمسِ حَولَ الأرْضِ، قالوا - أيْضًا -: كيفَ يَنزِلُ واللّيلُ يَختَلِفُ
باخْتلافِ الأقْطارِ؟! فالشَّمسُ تَدورُ حَوْلَ الأرضِ، ويكونُ نِصفُ الأرضِ في
نَهارٍ ونِصفُها الآخرُ في ليلٍ، فيكونُ عندَنا نهَارٌ وعندَ الآخرينَ ليلٌ،
والعَكْسُ.
نقولُ: هذا لا نَدخُلُ
فيهِ؛ لأنَّ هذا مِن أمْرِ اللهِ، فالَّذي سَخَّرَ اللَّيلَ والنَّهارَ وجَعلَهُما
يَتعاقَبانِ هُو الَّذي أخبَرَ أنَّه يَنزِلُ سبحانه وتعالى، فنَحْنُ نُثْبِتُ
النُّزولَ ولا نَتعرَّضُ للكيفيَّةِ، ولا نقولُ: كيفَ يَنزِلُ وثُلُثُ اللَّيلِ
يَختَلِفُ باختلافِ الأقاليمِ؟! بل نقولُ: هذا إذا كانَ نُزولُ المَخلوقِ، أمَّا
نُزولُ الخالِقِ فهو يَنزِلُ كيفَ يشاءُ سبحانه وتعالى.
قالوا: النُّزولُ يَلزَمُ
عليهِ الحَرَكةُ والانتِقالُ، فهلِ اللهُ يَنتَقِلُ منَ العَرشِ إلى السَّماءِ
الدُّنيا ويَتحرَّكُ؟
نقولُ: هذا بَحثٌ
عنِ الكيفيَّةِ، ونحنُ نقولُ: يَنزلُ كما يَشاءُ لا نَعلَمُ الكيفيَّةَ. اللهُ
يَنزِلُ كيفَ يَشاءُ، وهوَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وهوَ الَّذي خلَقَ السَّماواتِ
والأَرضَ، فلا نَخوضُ في هذا.
فنحْنُ نُثبِتُ
النُّزولَ - كما جاءَ - كلَّ ليلَةٍ حينَ يَبقَى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرِ،
نُثْبِتُه ونُؤمِنُ به، ولا نَلتَفِتُ إلى وَساوِسَ هؤلاءِ الَّذينَ يَستَدْركونَ
على اللهِ سبحانه وتعالى ؛ كأنَّهم يَقولُون: إنَّ النُّزولَ لا يَليقُ بك يا
ربَّنا؛ لأنَّه كذا وكذا، فهُم يَستَدْركون على اللهِ جل وعلا ويَستَدْركونَ على
الرّسول صلى الله عليه وسلم ؛