في دارِ الأرْقَمِ، فلمَّا أسلمَ حَمزةُ وعُمرُ
رضي الله عنهما خَرَجوا مَعَهُما إلي المَسجدِ الحرامِ، وكانَ لا أحَدَ يَقرَبُهم
ومعَهم حَمزَةُ وعُمرُ رضي الله عنهما حِينَئِذٍ أعزَّ اللهُ الإسلامَ بهِما،
وقالَ ابنُ مَسعودٍ رضي الله عنه: «مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنذُ أَسْلَمَ
عُمَرُ» ([1])، فأعزَّ اللهُ بهِ
الإسلامَ، ولذلكَ سُمِّي بالفاروقِ ([2]).
وهوَ الخليفَةُ الثَّاني، وهوَ أفضَلُ الصَّحابةِ بعدَ أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ كما في البُخاريِّ، وغيرِه ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3684)، وانظر ((البداية والنهاية)) (3/ 79) ط. مكتبة المعارف، و((الكامل)) (1/ 602) ط. دار الكتب العلمية.
([2]) قال ابن الأثير في ((الكامل)) (2/ 449): ((وسماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفاروق، وقبل بل سماه أهل الكتاب)).
قال الطبري (2/ 562): ((وكان يقال له الفاروق، وقد اختلف السلف فيمن سماه بذلك فقال بعضهم: سماه بذلك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعزاه لعائشة رضي الله عنها.
وقال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم...)).
وقال في ((سمط النجوم العوالي)) (2/ 494): أخرج ابن سعد عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وعمر الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل».
وفي ((تاريخ الخلفاء)) للسيوطي (ص 113) ط. السعادة: ((عن ابن عباس قال: سألت عمر لأي شيء سميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام فخرجت إلى المسجد...)) وذكر قصة إسلامه، وفي آخرها ((فخرجنا صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر حتى دخلت المسجد فنظرت قريش إليّ وإلى حمزة فأصابتهم كآبة شديدة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الفاروق)) يومئذ؛ لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل)). [أخرجه: أبو نعيم في ((الدلائل))، وابن عساكر]. ا هـ.