×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

وهوَ أفضَلُ هذهِ الأُمَّةِ؛ وذلكَ لسابِقَتِه في الإسلامِ ومُناصَرَتِه للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ومُلازَمَتِه له، ولمَّا ماتَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أجْمَعَتِ الأمَّةُ على اختيارِ أبي بكْرٍ، ولمَّا ارتدَّ مَن ارْتدَّ مِن العَربِ، فالَّذي ثبَتَ في وُجوهِهم وقَاتَلَهم هو أبو بكْرٍ، حتَّى ثبَّتَ اللهُ به هذا الدِّينَ وقمَعَ بهِ أهْلَ الرِّدَّةِ. وفضائِلُه كَثيرةُ رضي الله عنه.

ويُسمَّى بالصِّدِّيقِ. ودَرجَةُ الصِّدِّيقينَ بعْدَ الأنبِياءِ، قالَ تَعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، والصِّدِّيقُ: هوَ كَثيرُ الصِّدْقِ، والمُبالِغُ في الصِّدْقِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِندَ اللهِ صِدِّيقًا» ([1]).

ثمَّ مِن بَعْدِه: عُمرُ الفارُوقُ، وسُمِّيَ بالفاروقِ؛ لأنَّ اللهَ فَرَّقَ به بينَ الحقِّ والباطِلِ، لمَّا أسْلَمَ بعدَ حَمزةَ اعتَزَّ الإسلامُ بإسْلامِهما، وقَبلَ إسْلامِ حَمزَةَ وعمرَ رضي الله عنهما كانَ المُسلمون مُسْتَضْعَفِين ومُخْتَفِين


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6094)، ومسلم رقم (2606).