×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

ثمَّ مَن همُ الَّذينَ نَشروا الإسلامَ بِجِهادِهِم ودَعوتِهم في المَشارِقِ والمَغارِبِ؟ أليسُوا همْ صحابَةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟! مَن همُ الَّذينَ قَمَعُوا المُرْتدِّينَ والمُعتَدِينَ بعدَ وَفاةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ؟ أليسُوا همُ الَّذينَ ثَبَّتَ اللهُ بهم هذا الدِّينَ لمَّا أرادَ أهْلُ الشَّرِّ استِغْلالَ وفاةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وأرادُوا التَّشْكيكَ في الدِّينَ ورِدَّةَ النَّاسِ وصَرْفَهم عنه؟! ثَبَّتَ اللهُ هذا الدِّينَ بصَحابَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقِيادَةِ أفضَلِهم وخَيرِهم أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه.

هذهِ بعضُ فضائِلِهم ومَناقِبِهم،.

والسَّببُ الَّذي جعَلَ المُصنِّفينَ في العَقائِدِ يَذكُرون هذهِ المَسألَةَ هوَ: الرَّدُّ على الفِرَقِ الضَّالَّةِ المُعادِيَةِ للإسلامِ، الَّتي تُريدُ أن تَطْعَنَ في الإسلامِ، ولم تَجدْ طَريقًا أقْرَبَ منَ الطَّعْنِ في الصَّحابةِ؛ لأنَّهم همُ الَّذينَ حَمَلُوا هذا الدِّينَ وبلَّغُوه للأمَّةِ، فإذا طَعَنوا في الصَّحابَةِ - وهمُ الواسطَةُ بينَنا وبينَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في تبليغِ الدِّينِ - فقدْ طَعُنوا في دِينِ الإسلامِ، وأنَّه لم يَثبُتْ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ الَّذينَ نَقَلُوه لا يُحتَجُّ بهِم! هذا قَصْدُهُم.

والمُعادونَ للصَّحابَةِ هم ثَلاثُ طوائِفُ: الرَّافِضَةُ، والخَوارجُ والنَّاصِبَةُ، لكنَّ أخْبَثَهمُ الرَّافضَةُ.

أمَّا الخَوارجُ: فالَّذي حمَلَهم على هذا هو التَّشدُّدُ والغُلُوُّ في الدِّينِ، ولم يَكن قَصْدُهمُ الطَّعنَ في الإسلامِ؛ فهُم فَعَلُوا هذا عن غُلُوٍّ وتَطَرُّفٍ وتَشَدُّدٍ، ولم يَعْملوه طَعْنًا في الدِّينِ، بل إنَّ هذا - بِزَعْمِهم - مِن حُبِّهم للدِّينِ وحِرْصِهم عليهِ!


الشرح