×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

فالقَدَريَّة الذين نَفَوا القَدَر هم المُعتَزِلة ([1])، وقالوا: إنَّ العَبدَ يَخلُق فِعْلَ نَفسِه! وإنَّ الأَمرَ أُنُف: لم يُقدِّرْه الله! فأفعال العِبادِ هم الَّذين يُوجِدُونَها استِقلاَلاً، ليس لله فيها إِرادَة ولا مَشِيئة! ولِذَلِك سُمُّوا بالقَدَريَّة.

ومعنى هَذَا: أنَّ العبد يَخلُق فِعْلَ نَفسِه، فيَكُون أَثبَتَ خَالِقَيْن مع الله! والله هو الخَالِق جل وعلا وما سِواهُ فهو مَخلُوق.

وهُم يَقُولُون: الله معه مَن يَخلُق، وهُم العِبادُ يَخلُقون أَفعالَهُم!

وهذا شِركٌ فِي الرُّبوبِيَّة، ولِذَلِكَ سَمَّاهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَجُوس هَذِه الأُمَّة» ([2])؛ لأنَّهم أَثبَتُوا خَالِقَين مع الله، مِثلُ المَجُوس: المَجُوس قالوا: هَذَا الكَونُ له خَالِقَان: النُّور يَخلُق الخَيرَ، والظُّلمَة تَخلُق الشَّرَّ!


الشرح

([1])  قال ابن أبي العز عن المعتزلة: ((هم أتباع عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وأصحابهما، سموا بذلك لما اعتزلوا الجماعة بعد موت الحسن البصري رحمه الله تعالى فِي أوائل المئة الثانية، وكانوا يجلسون معتزلين، فيقول قتادة وغيره: أولئك المعتزلة.

وقيل: إن واصل بن عطاء هو الذي وضع أصول مذهب المعتزلة، وتابعه عمرو بن عبيد تلميذ الحسن البصري. وهم مشبهة الأفعال)). انظر: ((شرح الطحاوية)) (791- 792).

والمعتزلة وضع لهم أبو الهذيل كتابين، وبنى مذهبهم عَلَى الأصول الخمسة: العدل، التوحيد، إنفاذ الوعيد، المنزلة المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

انظر المصدر السابق.

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4691)، وابن ماجه رقم (92)، والحاكم رقم (285).