×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

الرِّبا، ويَتْرك الزِّنا، ويَتْرك المُحَرَّمَات، فهو باختِيَارِه ومَشِيئَتِه يَفعَل هَذَا. وكلٌّ يَعرِف هَذَا.

والجَبْرِيَّة لا يُطَبِّقُون هَذَا الكلامَ الَّذي قَالُوه فِي كُلِّ الأَشياءِ، فلو أنَّ أَحَدًا اعتَدَى عَلَيهِم: ضَرَبَهُم أو قَتَل أحدًا منهم، أَلَيْسُوا يُطالِبون بالانتِقَامِ والقِصاص؟! كيف يُطالِبُونه وهم يَقُولون: إنَّه مُجبَر وليس له اختِيَارٌ؟! هَذَا من باب التَّناقُض.

أيضًا: هم يَطلُبون الرِّزْق ويتزوَّجُون، فإذا كانوا مُجبَرين - كما يقولون - لماذا يَفعَلون هَذِه الأَفعالَ ويطلُبون إِيجادَ الأَشياءِ المَعدُومة؟

فهم لا يطبِّقُون هَذَا المَذهَب الخَبِيث فِي واقِعِ الحَياةِ؛ ولِذَلِك يُطالِبُون الانتِقَامَ والقِصاصَ، ويتزوَّجُون، ويَطلُبون الرِّزْق.

فهَذَا من القَولِ الباطِل، والعِياذُ بالله، وهَذِه نَتِيجَة الاعتِمَادِ عَلَى الأَفكارِ، والعُقُول المُجدَّدَة أو الفَاسِدَة، والاعتِمَادُ عَلَى أَقوالِ وآرَاءِ النَّاسِ بدُونِ رُجوعٍ إلى كِتابِ الله وسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.

فلا تَنافِيَ بين: الإِيمانِ بالقَضاءِ والقَدَر، وفِعْل الأَسبابِ.

فأنت تُؤمِن بأنَّ ما شاء الله كان، وما لم يَشَأ لم يَكُن، ولا تُعَطِّل الأَسبابَ، بل تَطلُب الرِّزْق، وتتزوَّجُ، وتَطلُب التِّجَارَة، وتَسعَى فِي الأَرضِ تَطلُب من فَضلِ الله.

لا تَقُول أَعتَمِد عَلَى القَضاءِ والقَدَر. فإنْ كان شَيءٌ مُقَدَّر فسَوفُ يَأتِينِي، وإنْ لَم يَكُن مُقدَّرًا لي فَلَن يَأتِيني!

هذا لا يَقُولُه عاقِلٌ. حتَّى الطُّيور والبَهائِم - بفِطْرَتِها - تَذهَب تَطلُب


الشرح