×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

فأنت تَفعَل السَّبَب فإنْ حَصَلَت النَّتيجَة فالحمد لله، وإن لم تَحصُل النَّتيجَة فإنَّك تَرضَى وتُسلِّم أنَّ الله ما كَتَب لك شَيئًا.

فهَذَا الحَدِيث واضِحٌ فِي فِعْل الأَسبابِ، وأنَّه ليس مَعنَى الإِيمانِ بالقَضاءِ والقَدَر تَعطِيلُ الأَسبابِ، أو أنَّ فِعْل الأَسبابِ يستَقِلُّ بإِيجادِ النَّتائِجِ - كما تَقُولُه المُعتَزِلَة - بل الأَسبابُ يَفعَلُها العَبدُ من طاعَةٍ أو مَعصِيَة، والنَّتائِجُ بيَدِ الله، هو الذي يُرَتِّبُ النَّتائِجَ والمُسبَّبات عَلَى أَسبابِها.

خَامِسًا: فَوائِدُ الإِيمانِ بالقَضاءِ والقَدَر:

·        الإِيمانُ بالقَضاءِ والقَدَر له فوائِدُ عَظيمَةٌ:

الفائِدَةُ الأولى: وَهِي أَعظَمُها- استِكمَال أَركانِ الإِيمان، فمَن جَحَد القَضاءَ والقَدَر فإنَّه لم يَستَكْمِل أَركانَ الإِيمانِ، الَّتي فسَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الإِيمانَ بِهَا: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).

الفَائِدَة الثَّانِيَة: أنَّ العَبدَ يَمضِي ولا يَستَسْلِم للأَوهامِ والخَوفِ، وإنَّما يَمضِي ويَقُول: ما قدَّر الله فإنَّه سَيَكُون؛ جَلَسْتُ أو لم أَجْلِسْ.

ولِهَذا حَكَى الله عن حال المُنافِقِين يومَ أُحُد، فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).