×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

المَوتِ، أو القَتْل. إذا كان المَوتُ مُقَدَّرًا لَك سَيأتِيك ولو لم تَذهَب إِلَيه، وإنْ كان لم يُقَدَّر فلن يَأتِيك ولو كُنتَ فِي أَشَدِّ الخَطَر.

الفائِدَة الثَّالِثَة: أنَّ الإِنسانَ إِذَا أَصابَتْه المُصِيبَة لا يَجْزَع؛ لأنَّه يُؤمِن أنَّ هَذَا بقَضاءِ الله وقَدَرِه، فهَذَا يَسهُل مُلاقَاة المَصائِب، فلا يَجْزع الإِنسانُ، ولا يَلْطِم الخَدَّ، ولا يَشُقُّ الجَيبَ، ولا يَدعُو بدَعْوَى الجاهِلِيَّة، وإنَّما يَصبِر ويَحتَسِب، كما قال تَعالَى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧ [البقرة: 155- 157]، الَّذِين إذا أَصابَتْهم مُصِيبة لا يَلُومون أَنفُسَهُم، ويَقُولُون: السَّبَب كَذَا وكَذَا، بل يَرْضَون بقَضاءِ الله وقَدَرِه، وأنَّ المُصِيبَة تَحصُل عَلَى أيِّ حالٍ إنْ قَدَّرَها الله، فالمُقَدَّر يَحصُل بإِذنِ الله، ثمَّ يَقُولون: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]. وكما فِي قَولِه صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ».

 فهذا يُهَوِّن عَلَى الإِنسانِ المَصائِبَ، فيَرضَى ويُسلِّم بقَضاءِ الله وقَدَرِه.

·        فهَذِه الثَّلاثُ فوائِدَ من فَوائِدِ الإِيمانِ بالقَضاءِ والقَدَر:

الأُولَى: استِكمَال أَركانِ الإِيمانِ.

الثَّانِيَة: أنَّ الإِيمانَ بالقَضَاءِ والقَدَر يَبعَثُ عَلَى القُوَّة والشَّجاعة والإِقدامِ فِي سَبيلِ الخَيرِ.


الشرح