×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

الثَّالِثَة: أنَّ الإيمانَ بالقَضاءِ والقَدَر يُهَوِّن عَلَى المُسلِم المَصائِب الَّتي تَجْرِي عَلَيهِ، أمَّا الَّذي لا يُؤمِن بالقَضاءِ والقَدَر فإنَّه يَجْزع ويتسخَّطُ، ويَحصُل منه عَلَى ما يَحصُل.

والآن نَسمَع كَثيرًا عمَّا يسمِّى بـ «الانتِحَار»، وأنَّه انتَشَر بين أَهلِ المِلَل الأُخرَى، ما سَببُه؟

الجَوابُ: سَبَبُه عَدمُ الإِيمانِ بالقَضاءِ والقَدَر، إذا تَضايَقَ الوَاحِد مِنهُم نَحَر نَفسَه! والعِياذُ بالله؛ لأنَّه لا يُؤمِن بالقَضاءِ والقَدَر، فلا يَقُول: هَذَا شيءٌ مُقَدَّر عليَّ، وهذا شيء مَكتُوب عليَّ، والفَرَج قَريبٌ إن شاء الله، ويُحسِن الظَّنَّ بالله عز وجل ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا [الشَّرح: 5]، ﴿أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ [البقرة: 214]، فالَّذِي يَنتَحِر ويَقتُل نَفسَه لا يُؤمِن بالقَضاءِ والقَدَر؛ لأنَّه لا يتحَمَّل الشَّدائِدَ والمَصائِبَ.

سَادِسًا: الأُمورُ الَّتي تَتَرتَّب عَلَى مَذهَب الجَبْرِيَّة والقَدَريَّة:

·        يَتَرتَّب عَلَى مَذهَبِهِم أُمورٌ خَطِيرَة:

1- يَلزَم عَلَى مَذهَب القَدَرِيَّة: إِثباتُ خالِقِين مع الله، وهذا شِركٌ فِي الرُّبوبيَّة؛ ولِهَذا سُمُّوا «مَجُوسَ هَذِه الأُمَّة».

2- ويَلزَم عَلَى مَذهَب الجَبْرِيَّة: وصفُ الله بالظُّلمِ، وأنَّه يعذِّب العبادَ عَلَى شيءٍ لم يَفعَلُوه، بل فَعَله هو، فالله يُعَذِّبُهم عَلَى شيءٍ لم يَفعَلوه! وهم يحرَّكُون بغَيرِ اختِيَارِهم، وبغَيرِ إرادَتِهم، فهَذا فيه وصفُ الله جل وعلا بالظُّلمِ؛ لأنَّه عذَّب عِبادَه عَلَى شيءٍ لم يَفعَلُوه، وإنَّما عذَّبَهم عَلَى فِعْله هو!


الشرح