×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

ولا يخفى فسادُ هَذَا المَذهَب الباطِلِ، فالله جل وعلا يَقُول: ﴿وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [يس: 54]، وربَطَ العَذابَ بالكُفرِ والمَعاصِي والسَّيِّئات، ورَبطُ الثَّوابِ بالطَّاعاتِ والخَيراتِ، فالله لا يَظلِم أَحَدًا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا [النِّساء: 40]، بل هَذَا هو العدلُ منه سبحانه وتعالى. ومِن عَدْلِه أنَّه لا يُضاعِف السَّيِّئَة، بل يَجْزِي بِمِثْلِها فحَسْبُ، ومِن فَضْلِه أن يُضاعِف الحَسَنة من عِندِه سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا [النِّساء: 40]، فالمُضاعَفَة فَضْلٌ من الله إلى عَشرِ أَمثالِهَا، إلى سَبعُمِائة ضِعفٍ، إلى أَضعافٍ كَثِيرة، أمَّا السَّيِّئة فإنَّ الله يُجازِي بِهَا فحَسْبُ ولا يُضاعِفُها ([1])، وهذا من عَدْلِه سبحانه وتعالى.

لَكِنَّ الجَبْرِيَّة يَصِفون اللهَ بالظُّلمِ؛ وأنَّه يعذِّب العِبادَ عَلَى أَفعالِه هو، وهُم لَم يَفعَلُوا شيئًا، وإنَّما هم مُحَرَّكون كالآلَة والرِّيشَة فِي الهَواءِ! وهذا مذهبٌ باطِلٌ...

3- ويَلزَم عَلَيهِ:

تَعطِيلُ الأَسبابِ، وأن يُقال: ما دام أنَّه قضاءٌ وقَدَر فأنا أَجْلِس والمُقَدَّر سَيَكُون؛ فهذا من سَلبِيَّات مَذهبِ الجَبْرِيَّة.

4- ويَلزَم عَلَى مَذهَب المُعتَزِلة - كما سبق أيضًا -: الشِّرك فِي الرُّبوبيَّة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6491)، ومسلم رقم (131).