×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

فعِلمُ الله شامِلٌ لِمَا كان وما يَكُون، وما لم يَكُن لو كان كيف يَكُون، كلُّه داخِلٌ فِي عِلْم الله جل وعلا الشَّامل المُحيطِ بكلِّ شيءٍ: بالماضِي والحاضِرِ والمُستَقبَل.

المرتَبَة الثَّانِيَة: أن تُؤمِن وتَعتَقِد أنَّ الله كَتَب فِي اللَّوحِ المَحفُوظ كلَّ شيءٍ.

واللَّوح المَحفُوظ: لوحٌ مَخلُوق، لا يَعلَم كَيفِيَّتَه وسَعَته إلاَّ الله جل وعلا فهو عِندَه جل وعلا نُؤمِن به، ونُؤمِن بالكِتابَة.

وفي الحديث: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا يَكُونُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» ([1])، فجَرَى بما هو كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَة.

وفِي الحَديثِ: «كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ([2]).

فأيُّهمَا أَسبَقُ: العَرشُ أَمِ القَلَم؟

1- قال قوم: العَرشُ أَسبَقُ من القَلَم.

2- وقال قوم: القَلَم أَسبَق من العَرشِ.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، والإمام أحمد رقم (22705)، والأجري في الشريعة (180)، وابن أبي عاصم في السنة (102).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2653).