×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

فكلُّ من أَحدَث بدعةً فِي الدِّينِ، كالمُعتَزِلة والخَوارِج والشِّيعَة وسائِرُ الطَّوائِفِ الضَّالَّة الذين أَحْدَثُوا فِي الدِّينِ ما ليس منه حَرِيُّون أن يُذادُوا عن الحَوضِ يوم القيامة، فيُذاد عنه كلُّ مُبتَدِع وكُلُّ مرتدٍّ عن دينه، ولا يَرِدُه إلاَّ أَهلُ الإِيمانِ، الثَّابِتُون عَلَى الإيمان الصَّادِق فِي الدُّنيا ومَاتُوا عَلَيهِ، هَؤُلاءِ يَرِدُون الحَوضَ، ويَشرَبُون منه شَربةً، لا يَظمَئُون بَعدَها أبدًا. هَذَا هو حَوضُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

فالَّذي تَمسَّك بسُنَّة الرَّسول فِي الدُّنيا، وعَمِل بِهَا يَرِدُ عَلَى حَوضِه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ويشرب منه، والذي أَعرَض عن السُّنَّة وابتدع البِدعَة أو ارتدَّ عن دِينِه فإنه يُصرَف ويُطْرَد عن الحَوضِ، وهو أَشَدُّ ما يَكُون حاجَةً إلى الماءِ.

ثالثًا: المِيزانُ:

قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «والميزان»: وهو ميزانٌ حقيقيٌّ، له كِفَّتان ([1])، تُوضَع الحَسناتُ فِي كِفَّة، والسَّيِّئات فِي كِفَّة، قال الله تَعالَى: ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣ [المُؤمِنون: 102، 103].


الشرح

([1])  قال ابن أبي العز فِي ((شرح الطحاوية)) (ص 475): ((فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان والله أعلم بما وراء ذَلِكَ من الكيفيات)).

وقد ورد ذكر الكفتين فِي عدد من الأحاديث منها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أخرجه: ابن حبان رقم (6218)، والحاكم (1/228) وصححه، وفيه: «لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ فِي كَفَّةٍ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كَفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ».