×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

والأَحادِيث فِي هَذَا مُتواتِرَة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ([1])، وأَهلُ السُّنَّة والجَماعَة مُجمِعون عَلَيهِ، ولم يُنكِرْه إلاَّ المُعتَزِلَة الَّذِين يَعتَمِدُون عَلَى عُقولِهم، وكذا العَقلانِيُّون الآن الذين هم أفراخُ المُعتَزِلَة هم عَلَى هَذَا المَذهَبِ.

ثانيًا: الحَوضُ:

قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «ولا الحَوضَ»: الحَوضُ: هو حَوضُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّه تَواتَرَت الأَحادِيثُ ([2])، أنَّ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حوضًا «طُولُهُ شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ شَهْرٌ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، كِيزَانُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ» ([3])، تَرِدُ عَلَيهِ أُمَّته، ويشربون منه، ويُذادُ عنه كلُّ مُبتَدِع، وكلُّ مرتدٍّ، فالمُرتَدُّ يُذاد عنه، ولا يَرِد عَلَى الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وإذا سأل عنهم صلى الله عليه وسلم لماذا رُدُّوا؟ يقال له: «لأَنَّهُم مَا زَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» ([4])، وفِي الصِّنفِ الثَّانِي يقال: «فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَاذَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ» ([5]).


الشرح

([1])  قال ابن أبي العز: ((وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به. انظر ((شرح العقيدة الطحاوية)) (ص 450) ط. المكتب الإسلامي.

([2])  انظر طرقها ومن رواها من الصَّحابة فِي ((فتح الباري))، وقال الحافظ ابن حجر: ((فجميع من ذكرهم عياض خمسة وعشرون نفسًا، وزاد عَلَيهِا النووي ثلاثة، وزدت عليهم أجمعين قدر ما ذكروه سواء، فزادت العدة عَلَى الخمسين، ثم قال: وبلغني أن بعض المتأخرين وصلها إلى رواية ثمانين صحابيًّا)). انظر: ((الفتح)) (11/477) ط. الريان.

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6579) ومسلم رقم (2292).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (6593) ومسلم رقم (2293).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (6576)، ومسلم رقم (2294).