×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

 المَوقِف ([1])، فيَأتُون إلى آدَمَ عليه السلام، ثمَّ يأتون إلى نوحٍ عليه السلام، ثمَّ يأتون إلى إِبرَاهِيم عليه السلام، ثمَّ يَأتُون إلى مُوسَى عليه السلام، ثمَّ يأتون إلى عِيسَى عليه السلام، فكُلُّهم يَعتَذِرون، ويقولون: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلاَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ»، فيَعتَذِرون عن الشَّفاعَة عِندَ الله فِي هَذَا المَوقِف، حتَّى يأتوا إلى محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فيقول: «أَنَا لَهَا»، ويتقدَّم إلى ربِّه - سبحانه - ويَسجُد بين يَدَيه، ويَحمَدُه بمَحامِدَ، ويَدعُوه ويتضرَّع إليه، حتى يقال له: «يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ»، فَيشفَع فِي أَهلِ المَوقِف، فيَقبَل الله شَفاعَتَه.

فالرَّسول صلى الله عليه وسلم لم يشفع إلاَّ بعد الاستئذانِ، وهو سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم، فيشفع هَذِه الشَّفاعَة العُظمَى، وهي المَقامُ المَحمُود الَّذي ذَكَره الله بقَولِه: ﴿ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا [الإسراء: 79]، لأنَّه يَحمَدُه عَلَيهِ الأوَّلون والآخِرون ([2]).

الشَّفاعَة الثَّانِيَة: شفَاعَتُه فِي أَهلِ الجَنَّة أن يَدخُلوا الجنَّة؛ لأنَّهُم إذا جاءُوا إلى الجنَّةِ لا يُفتَح لهم عَلَى الفَورِ، فيَستَشفِعُون بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي فَتْح باب الجنَّة ([3])، فيَشفَع لهم فتُفتَح، قال تَعالَى: ﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا


الشرح

([1])  حديث الشفاعة الطويل:

أخرجه: البخاري رقم (3340) ومسلم رقم (194).

أخرجه: البخاري رقم (4712) ومسلم رقم (194).

وأخرجه: البخاري رقم (7439) ومسلم رقم (183).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4718).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (197).