وممَّا يدلُّ عَلَى أنَّ الإيمانَ قول
باللِّسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجَوارِح: حديث الرَّسول صلى الله عليه وسلم
أنَّه قال: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قَوْلُ: لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ،
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» ([1]).
فقَولُ: «لا إله
إلاَّ الله»: هَذَا قولٌ باللِّسانِ.
«والحَياءُ شُعبَة
من الإيمانِ»: هَذَا من أَعمالِ القَلبِ.
و«إِماطَة الأَذى
عن الطَّريق»: هَذَا من أَعمالِ الجَوارحِ.
فدلَّ عَلَى أنَّ
الإيمان: قولٌ واعتِقَادٌ وعمل.
وأمَّا كَونُه يزيد
بالطَّاعة، فهذا صَرِيحٌ فِي القُرآنِ: ﴿ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ٢ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ
يُنفِقُونَ٣ُأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤﴾ [الأنفال: 2- 4]،
فجَعَل الصَّلاة والإِنفاقَ من الإِيمانِ، وهَذِه أعمالُ جَوارِحَ، وذَكَر الله
هَذَا قَولٌ باللِّسان، ﴿زَادَتۡهُمۡ
إِيمَٰنٗا﴾ [الأنفال: 2] وهو
دليلٌ عَلَى أنَّ الإيمانَ يزيد.
وقال تَعالَى: ﴿وَإِذَا
مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ
إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [التوبة: 124].
وقال تَعالَى: ﴿وَيَزۡدَادَ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا﴾ [المدثر: 31].
فدلَّ عَلَى أنَّ الإيمان: يزيد ويَقْوَى بالطَّاعاتِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (57).