×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

 ابنُ رجبٍ([1]) -رحمه الله- فزادَ عليها عَشرةَ أحاديثَ فصارَتْ خمسينَ حَديثًا، وشَرحَ عليها في كتابِه: «جامِعُ العُلومِ والحِكَمِ»، وهو شَرحٌ حافِلٌ بالفوائِدِ العِلْميَّةِ العظيمةِ الَّتي قد لا تَجدُها في غيرِ هذا الكتابِ، فهو كتابٌ بحقٍّ جامعٌ للعلومِ والحِكَمِ مُفيدٌ عظيمٌ، وهذا هوَ الأصْلُ في جَمعِ الأربعينَ حَديثًا.

والإمامُ النَّوويُّ رحمه الله كان إمامًا عظيمًا مُتخصِّصًا في مُختَلَفِ العلومِ، فكانَ مُتخصِّصًا في الحديثِ، والفِقهِ، واللُّغةِ العربيَّةِ، وكان لمُؤلَّفاتِه قَبولٌ عندَ المسلمينَ؛ وذلكَ - واللهُ أعلمُ - لنِيَّتِه الصَّالحةِ وإخلاصِه للهِ عز وجل، فكانَ لمُؤلَّفاتِه الأثرُ العظيمُ، ومنها هذا الكتابُ «الأربعون»، ومنها «رياضُ الصَّالحينَ»، ومنها «شَرحُ صحيحِ الإمامِ مُسلمٍ»، ومنها مُؤلَّفاتٌ في الفِقهِ مُعتمَدةٌ في مَذهَبِ الإمامِ الشَّافعيِّ، فهوَ إمامٌ جليلٌ، وقد ألقَى اللهُ القَبولَ لمُؤلَّفاتِه وانتَفَعَ بها المسلمون، ولا يزالون يَرجِعُون إليها وَيَعتَمِدون عليها لمَا فيها منَ العِلْمِ الغزيرِ والفَضائلِ العظيمةِ والإتقانِ، فرحمةُ اللهِ عليهِ مِن إمامٍ جليلٍ.


الشرح

([1])  هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي، وُلِد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة بعد مضي ثمانين عامًا على سقوط بغداد بأيدي المغول، ثم توجه مع أبيه تلقاء دمشق، وفيها شب وترعرع واكتهل، وبها توفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة، له المؤلفات السديدة والمصنفات المفيدة منها شرح على صحيح البخاري لم يكمل، وشرح على الجامع للترمذي، وذيل على كتاب طبقات فقهاء الحنابلة، ومنها جامع العلوم والحكم في شرح أربعين حديثًا. انظر: الدرر الكامنة (3/ 108، 109)، وشذرات الذهب (6/ 339)، وذيل تذكرة الحفاظ (ص 180 - 182)، والبدر الطالع (1/ 328)، وطبقات الحفاظ (ص 540)، وشرح علل الترمذي بتحقيق الدكتور همام عبد الرحيم سعيد (1/ 246 - 257).