×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

وفي رِوايةِ ابنِ مسعودٍ: «قِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ»([1]).

وفي رِوايةِ ابنِ عمرَ: «كُتِبَ فِي زُمْرَةِ الْعُلَمَاءِ، وَحُشِرَ فِي زُمْرَةِ الشُّهَدَاءِ».

واتَّفقَ الحُفَّاظُ على أنَّه حديثٌ ضعيفٌ، وإنْ كَثُرَتْ طُرُقُه.

وقد صنَّفَ العُلماءُ رضي الله عنهم في هذا البابِ ما لا يُحْصَى منَ المصنَّفاتِ، فأوَّلُ مَن عَلِمْتُه صنَّفه: عبدُ اللهِ بنُ المُباركِ، ثمَّ محمَّدُ بنُ أسلمَ الطُّوسيُّ العالمُ الرَّبَّانيُّ، ثمَّ الحسنُ بنُ سُفيانَ النَّسَوِيُّ، وأبو بكْرٍ الآجُرِّيُّ، وأبو بكْرٍ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ الأصبهانيُّ، والدَّارقُطْنيُّ، والحاكمُ، وأبو نُعَيمٍ، وأبو عبدِ الرَّحمنَ السُّلميُّ، وأبو سعيدٍ المالينيُّ، وأبو عُثمانَ الصَّابونيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ الأنصاريُّ، وأبو بكرٍ البيهقيُّ، وخلائقُ لا يُحصَوْن مِن المُتقدِّمين والمُتَأخِّرين.

وقدِ استَخَرْتُ اللهَ تَعالى في جَمعِ أربعينَ حَديثاً؛ اقتداءً بهؤلاءِ الأئمَّةِ الأعلامِ، وحُفَّاظِ الإسلامِ، وقدِ اتَّفقَ العُلماءِ على العملِ بالحديثِ الضَّعيفِ في فضائلِ الأعمالِ، ومعَ هذا فليسَ اعتِمادي على هذا الحديثِ، بل على قوْلِه صلى الله عليه وسلم في الأحاديثِ الصَّحيحةِ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ»([2])، وقوْلِه صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا»([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو نعيم في «الحلية» (4/189).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1679).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2658)، وابن ماجه رقم (230)، والدارمي رقم (234)، وأحمد رقم (13350).