ثمَّ مِنَ العُلماءِ
مَن جَمَعَ الأربَعينَ في أُصولِ الدِّينِ، وبعضُهم في الفُروعِ، وبعضُهم في
الجِهادِ، وبعضُهم في الزُّهْدِ، وبعضُهم في الآدابِ، وبعضُهم في الخُطَبِ، وكلُّها
مَقاصِدُ صالحَةٌ، رضِيَ اللهُ تعالى عَن قاصِدِيها. وقد رأيْتُ جمعَ أربعينَ
أهمَّ مِن هذا كُلِّه، وهيَ أربعُونَ حَديثًا مُشتمِلَةٌ على جميعِ ذلكَ، وكلُّ
حديثٍ مِنها قاعِدَةٌ عظيمَةٌ مِن قَواعِدِ الدِّينِ.
وقد وَصَفَ
العُلماءُ كلَّ حديثٍ منها بأنَّ مَدارَ الإسلامِ عليهِ، أو هوَ نِصْفُ الإسلامِ،
أو ثُلُثُه، ونحوُ ذلكَ.
ثمَّ ألْتَزِمُ في
هذهِ الأربعينَ أنْ تكونَ صحيحةً، ومُعظَمُها في صحيحي البخاريِّ ومسلمٍ،
وأذكُرُها مَحذوفَةَ الأسانِيدِ، ليَسهُلَ حِفْظُها ويعمَّ الانتِفاعُ بها إنْ
شاءَ اللهُ تَعالى.
ثمَّ أُتْبِعُها
ببابٍ في خَفيِّ ألفاظِها، ويَنبَغي لكلِّ راغبٍ في الآخرةِ أن يَعرِفَ هذه
الأحاديثَ، لمَا اشتَمَلَت عليه مِنَ المُهمَّاتِ، واحتَوتْ عليهِ منَ التَّنبيهِ
على جَميعِ الطَّاعاتِ، وذلكَ ظاهرٌ لمَن تَدبَّرهُ.
وعلى اللهِ اعتِمادي، وإليهِ تَفويضي واستِنادِي،
ولهُ الحمدُ والنِّعمةُ، وبهِ التَّوفيقُ والعِصمَةُ.
الصفحة 3 / 276