رَسولَه: ﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا
وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: 14]، إلى قوله: ﴿قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ
بِدِينِكُمْ﴾ [الحجرات: 16]، فاللهُ سُبحانهُ لا
يحْتاجُ أَنْ تُعْلِمَهُ عَن نِيَّتِكَ بِقَوْلِكَ: أنا نَوَيْتُ كَذَا، وَأَنا
عَمِلْتُ لكَ كذا وكذا، اللهُ يَعْلَمُ هذا بِدُونِ أَنْ تُخْبِرَهُ سبحانه وتعالى،
فَعَلَيْكَ بِإِصْلاَحِ النِّيَّةِ وإِسْرَارِ النِّيَّةِ وعَدمِ التَّلَفُّظِ
بها.
وأَمَّا التَّلَفُّظُ عِندَ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ فلَيسَ تَلَفُّظًا بِالنِّيَّةِ؛ لأَنَّ قَوْلَه: «اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ، بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ ذَبَحَ»([1]) هَذَا دُعَاءٌ وَتَلَفُّظٌ بِالمَنْوِيِّ وليسَ تَلَفُّظًا بِالنِّيَّةِ، وهُوَ مِثْلُ التَّلَفُّظِ بِالنُّسُكِ، فَإذا ذَبَحْتَ الأُضْحِيَةَ فَإِنَّكَ تُعَيِّنُ الذِي قَصَدْتَهُ، هَلْ هُو لَكَ أَو لوالدِكَ أَوْ لأحَدٍ؟ فَمِنْ أَجْلِ التَّمْيِيِزِ تُعَيِّنُ الذِي قَصَدْتَهُ.
الصفحة 11 / 276