وسَتَرْتَ ما عندَ
هذا الشَّخصِ الذي يَستشيرُك فيه صار هذا غِشًّا؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ
أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ»([1]).
وليسَ هذا من
الغَيبة؛ بل هذا من النَّصيحة، أمَّا إذا لم تبيّن له فقد غَشَشْتَه؛ لأنَّه
فوَّضَ الأمرَ إليك في هذا الأمر، فكان لِزامًا عليك أنْ تبيّن له ما عندك، وهذا
من النَّصيحةِ لعامَّةِ المسلمين، والمَشُورة فيما بينهم.
فهذا الحديثُ من جوامعِ الكَلِمِ التي أُوتيهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فالدِّينُ كلُّه هو النَّصيحة؛ ولهذا قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» فالَّذي ليسَ عندَه نصيحةٌ أبدًا ليسَ عندَه دِين، وإن كان عندَه نقصٌ في النَّصيحةِ صار عندَه نقصٌ في الدِّين، فالدِّين يَكمُل ويَنقُصُ ويَزولُ بسببِ عدمِ النَّصيحةِ أو نُقصَانها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3657)، وأحمد رقم (8266)، والحاكم رقم (349).
الصفحة 10 / 276