قال: «وعامَّتهم»
والنَّصيحة لعامَّةِ المسلمين تكونُ بالصِّدقِ في المُعَاملة، أمَّا الذي يغشُّ
المسلمين في البَيعِ والشِّراء والمُعَاملات، فقد خَانَهم ولم ينصَحْ لهم، وقال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»([1]).
كذلك من النَّصيحةِ
لعامَّةِ المسلمين: دعوتُهُم إلى الله، بدعوتِهم إلى إصلاحِ ما عندَهم من الخَلَل،
وبيان ما يجْهَلون من أمورِ دينِهم.
ومن النَّصيحةِ لهم
أيضًا: الأمرُ بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكرِ بالطُّرقِ الشَّرعيَّة، أمَّا لو
تُرِكتِ المُنكَراتُ والأخطاءُ بدونِ أنْ تُعالَجَ فهذا من الغِشِّ، لكنَّ
الإنسانَ يقومُ بما يَستطيع، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ
مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ»([2])، فأنتَ تُنكِرُ
المُنكَرَ بحَسبِ استطاعتِك، إن كان لك سُلْطةٌ ووِلايةٌ تُنكِرُه باليد، وإن كان
ليسَ لك سُلطةٌ تُنكِر باللِّسانِ بالبيانِ والدَّعوة، وإن كنتَ لا تقدِرُ على ذلك
تُنكِرُه بقلبِك وتبتعِد عن أهلِه، وعن أماكن المُنكَر، وتنجُو بنفسِك على
الأقَلِّ.
ومن النَّصيحةِ لعامَّةِ المسلمين: أن تَدُلَّ أخاك وتُرشدَه إذا استشارك وطلبَ منك النَّصيحة؛ كأنْ يستَنصحك إذا أراد أن يتزوَّجَ، أو يزوِّج أحدًا، أو يشارك أحدًا، أو يُسافِر مع أحد، أو يولِّي أو يُوكِّل أحدًا، فالواجِبُ عليك أن تقولَ له ما تعلمه عن هذا الشَّخص، وتبيَّن له إذا كان يُصلِح أو لا يُصلِحُ ولا تُجامل أحدًا في ذلك؛ لأنَّك لو جَاملْتَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (101).