وكذلك مِن إحسانِ الذَّبحِ أن تكونَ عارِفًا
بكَيفيَّةِ الذَّبحِ، فلا يأتي جاهِلٌ يُريدُ أن يتعلَّمَ بالحيوانِ ويُعذِّبَه،
فلا يَذبَحْ إلاَّ مَنْ يُتقِنُ الذَّبحَ، ويَعرفُ كيفيَّتَهُ.
ثمَّ قالَ صلى الله
عليه وسلم: «وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ» الشَّفرةُ سواءً كانتْ
للقَتْلِ كالسَّيفِ، أو كانتْ للذَّبحِ كالسِّكِّينِ، يَجبُ أن تكونَ حادَّةً
حتَّى تُقطَّعَ بِسرعةٍ.
قال: «وَلْيُرِحْ
ذَبِيحَتَهُ» يعني: يَذبَحُها على صِفةٍ مُريحةٍ لا يَجرُّها جرًّا، ولا يَضرِبُها
قبلَ الذَّبحِ، ولا يُطِلْ في إمساكِها، بل يُبادرُ بذَبْحِها حتَّى تَستريحَ،
فهذا ممَّا أوجبَه اللهُ تَعالى، وهذا من محاسِنِ هذا الدِّينِ أنَّه دِينُ
الإحسانِ، وليس هُو دينَ الإساءَةِ أو الانتِقامِ بدُونِ حقٍّ.
الصفحة 4 / 276