×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

 لأنَّه بذلكَ أحْسَنَ إلى المارَّةِ كلِّهم، فكيفَ بالَّذي يَضعُ الأذَى في الطُّرُقاتِ؟ يَضعُ الأحجارَ، ويَضعُ الخَشبَ، ويَضعُ الحديدَ، ويُرسِلُ المياهَ وقد تكونُ نَجِسةً في الطُّرقاتِ، ويَضعُ القَمائِمَ في الطُّرقاتِ، هذا يأثَمُ إِثْمًا عظيمًا، وكلُّ مارٍّ يَتأذَّى بذلك يَدعو عليه، وهذا ظُلمٌ والمَظلومُ تُستَجابُ دَعوَتُه، فعَلَى المُسلمِ أن يَحرِصَ على ألاَّ يَضعَ أشياءَ في الطُّرقاتِ، وأنْ يَحرِصَ على إزالَةِ ما يَقعُ فيها منَ الأَذى؛ ليَحصُلَ على هذا الأجْرِ العظيمِ.

فهذهِ صدقاتٌ كثيرةٌ في مُقابِلِ هذه المَفاصلِ الَّتي فيك، كلُّ واحِدٍ عليه صدقَةٌ، ثلاثِمائَةٌ وسِتُّون صدقَةً، كيفَ تُؤَدِّيها؟ اللهُ وسَّعَ لك المَجالَ، فانتَبِهْ لنَفْسِك، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم: «وَيَجْزِيء مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»([1]) ركعتانِ تُجزِئُ عن ثلاثِمائَةٍ وسِتِّينَ صدقةً، فإذا جَمعَ الإنسانُ بينَ هذه الخِصالِ وصلَّى أيضًا، ماذا يكونُ له منَ الأجرِ والثَّوابِ؟ هذا خَيرٌ كثيرٌ، لكنْ قلَّ مَن يَنتَبِهُ له.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (720).