القُلوبِ، أمَّا
الكَلمةُ الخَبيثةُ فهيَ تُفرِّقُ بينَ النَّاسِ، وتُورثُ العَداوةَ، وكم قامَت
مِن حَربٍ، وكم سُفكَتْ من دِماءٍ بسَببِ الكلامِ الخَبيثِ، فالكلامُ خَطيرٌ جدًّا
إلاَّ إذا كان كلامًا طيّبًا.
قالَ: «وَكُلُّ
خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ» كلُّ خُطوةٍ إلى المَسجدِ
فيها صدقةٌ، فكلَّما بَعُدتَّ عنِ المَسجدِ وكَثرُتْ خُطواتُك كَثُرَ أجرُك، وهذا
فيهِ الحَثُّ على صلاةِ الجماعَةِ وحُضورِ المَساجدِ، وفي ضِمْنِه النَّهيُ عنِ
التَّخلُّفِ عن صلاةِ الجماعةِ في المَساجدِ؛ لأنَّك تَخْسرُ بذلك خَسارةً
عَظيمةً، ولكَ بعدَدِ الخُطواتِ الَّتي تَخْطُوها إلى المَسجدِ صدقاتٌ، ففي
اليَومِ واللَّيلةِ خَمسُ صَلواتٍ، كم تُحصِّلُ بخُطواتِك إليها مِن صدقَةٍ؟ إلاَّ
إنَّ فَضلَ اللهِ عظيمٌ.
قالَ: «وَتُمِيطُ
الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» أي: تُزيلُ ما يُؤذِي المارَّةَ عن طَريقِ
المُسلمينَ، أو عَن طريقِ النَّاسِ عُمومًا، وكذلكَ عَن طريقِ الدَّوابِّ، لا
تَجعلْ فيه شيئًا يُؤْذي المارَّةَ، ولا تَترُكْ فيه شَيئًا وَضَعهُ غيرُك، أو
وَقعَ في الطَّريقِ من غيرِ أنْ يَضَعَه أحَدٌ، ممَّا يَعوقُ المارَّةَ ويُؤذِيهم؛
كالشَّوكِ، والحَصى، والمُؤذياتِ تُزيلُه عن الطَّريقِ ولك في ذلك صدقةٌ؛ لأنَّك
أحْسَنْتَ إليهم.
وقد جاءَ في الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ»([1])، غُصنٌ واحِدٌ أو شَوكٌ أزَالَه عنِ الطَّريقِ فدَخلَ الجنَّةَ على عَملٍ يَسيرٍ؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (652)، ومسلم رقم (1914).