أباحَها اللهُ لعبادِه، إنَّما الكلامُ في
الدِّينِ، فلا يجوزُ لأحَدٍ أن يُحْدِثَ في الدِّينِ شيئًا ليس في كتابِ اللهِ ولا
سُنَّةِ رسولِه، وإن كانَ قَصدُه حَسنًا ويُريدُ الخَيرَ، فإن كانَ يُريدُ الخيرَ
يَتَّبعُ السُّنَّةَ، وإن كان يُريدُ غيرَها فهذا ليس خيرًا، وإن رآه هو خيرًا أو
ظنَّ أنَّه خيرٌ، وما تَرَكَتِ السُّنَّةُ خيرًا إلاَّ بَيَّنَتْه، فهيَ شامِلَةٌ
وليست بحاجَةٍ إلى إحداثٍ، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3]، فدِينُ اللهِ
كاملٌ وللهِ الحمدُ لا يَحتاجُ أن تَأتيَ بإضافَةٍ تَزيدُها عليه.
قال: «وَكُلُّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» فلا يُستَثْنَى شَيءٌ منَ البِدعِ؛ لأنَّ هناكَ الآنَ مَن يقولُ:
إنَّ البِدعَ منها ما هو حسنٌ، ومنها ما هو ضلالَةٌ. وهذا خِلافُ قولِ الرَّسولِ
صلى الله عليه وسلم، الرَّسولُ يقولُ: «كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، وهم يقولونَ: لا هُناكَ بِدعةٌ حسنةٌ؟!! ونقولُ: ليس
هُناك بِدعةٌ حسنةٌ، هذا مُخالِفٌ لقوْلِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فالبِدعُ
لا خيرَ فيها ولا حسنَ فيها، كُلُّها قَبيحةٌ نَسألُ الله العافيةَ.
فهذا حديثٌ عظيمٌ يَشتمِلُ على وَصايا عظيمةٍ مَن تَمسَّكَ بها فإنَّه يَنجُو منَ الفِتنِ والخَطرِ والضَّلالِ وتَشعُّبِ الآراءِ والأفكارِ، وهذا مِن نِعمِ اللهِ على المُسلمينَ أنْ بَيَّنَ لهمُ الطَّريقَ، وأبقَى فيهم كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم، أبقَى الكتابَ والسُّنَّةَ بأيدي المُسلمينَ رَحمةً منه سبحانه وتعالى، ولمْ يَترُكْهم يَتخبَّطُون في الآراءِ والأفهامِ والأفكارِ، كما كان حالُ الأمَمِ السَّابقةِ.
الصفحة 7 / 276