قولُه: «وقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» كيف يكونُ حسنًا وصحيحًا؟ والحسنُ أقلُّ درجةً منَ الصَّحيحِ؛ لأنَّ الأحاديثَ درجاتٌ: الصَّحيحُ ثمَّ الحسنُ ثمَّ الضَّعيفُ، هذه درجاتُ الأحاديثِ، وقولُه: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» هذا اصطلاحُ التِّرمذيِّ خاصَّةً، قالوا: حسنٌ من طريقٍ، وصحيحٌ من طريقٍ، فهو رواهُ من طريقَيْنِ: طريقٌ صحيحٌ تكامَلَتْ فيه شُروطُ الصِّحَّةِ، وطريقٌ حسنٌ، وهو: ما خَفَّ ضَبطُ الرَّاوي فيه فيكونُ حسنًا، أمَّا الصَّحيحُ فيكونُ الرَّاوي تامَّ الضَّبطِ، هذا مِن شُروطِ الصَّحيحِ، فإذا خفَّ ضَبطُه مع وُجودِ بَقيَّةِ الشُّروطِ صارَ الحديثُ حسنًا، ولا يكونُ ضعيفًا وإنَّما يكونُ حسنًا بينَ الصَّحيحِ وبينَ الضَّعيفِ. وهذا اصطلاحُ التِّرمذيِّ خاصَّةً، وإلاَّ فالمحدِّثُون قبْلَه يُقسِّمُون الحديثَ إلى قِسمَيْنِ: إمَّا صحيحٌ، وإمَّا ضعيفٌ.
الصفحة 10 / 276