×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

ومَنهُم مَن إيمانُه ضَعيفٌ.

ومِنهُم مَن هو بَينَ ذلكَ.

فهذا حديثٌ عظيمٌ، فيه نظامُ الأمْرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكرِ، ودلَّ على أنَّ المُنكرَ لا يُترَكُ بدونِ إنكارٍ ولو بالقَلبِ، وإذا أنكَرَ العَبدُ المُنكرَ بقَلْبِه ابتَعَدَ عَن أهْلِه، ولم يُخالِطْهم، ولم يُجالِسْهم، أمَّا أنْ يُخالِطَهم ويُجالِسَهم ويَأكُلَ معهم ويَشرَبَ معَهم ويقولُ: أنا مُنكِرٌ بقَلْبي.

هذا ليسَ بصَحيحٍ، لو كانَ مُنكَرًا بقَلْبِه لابتَعدَ عنهُم؛ لئلاَّ يُصيبَه ما أصابَهُم، ولِيُشْعِرَهُم أنَّه مُخالِفٌ لما هُم عليه، أمَّا إذا جلسَ وأكلَ وشَربَ معهم وضَحِكَ معهم فَهِمُوا أنَّه مُوافقٌ لهم على ذلك.


الشرح