تُوسِّعُ عليه الضَّائقَةَ الماليَّةَ، بأنْ
تُقرِضَه أو تَتصدَّقَ عليه، والضَّائقةُ غيرُ الماليَّةِ كأَنْ يكونَ في هَمٍّ
وغَمٍّ فتُسرِّي عنهُ وتُفرِحُه وتُدخِلُ السُّرورَ علَيه، فإذا فَعَلْتَ ذلكَ
نَفَّسَ اللهُ عنك كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القِيامةِ؛ لأنَّ الجَزاءَ مِن جِنسِ
العَملِ، فأنتَ سَتقَعُ في كُربةٍ يومَ القِيامةِ، فإذا كُنتَ في الدُّنيا
نَفَّسْتَ عَن أخيكَ نَفَّسَ اللهُ عنك يومَ القِيامةِ ووَسَّعَ لك.
قولُه: «وَمَنْ يَسَّرَ
عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ»، كذلك
المُعسرُ وهو الَّذي عليه دَينٌ ولا يَستطيعُ سَدادَه، فإن كانَ الدَّينُ لكَ
فإنَّك إمَّا أنْ تُنظِرَه إلى وَقْتٍ آخَرٍ، وإمَّا أنْ تُسقِطَ عنه الدَّينَ،
قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ
فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 280]، فإمَّا أنْ تُنظِرَه إلى أجَلٍ آخَرٍ بدُونِ أنْ
تَزيدَ عليه، وإمَّا أنْ تُسقِطَ عنه الدَّينَ، وهذا أحسَنُ، وهو منَ التَّيسيرِ
على المُعسرِ، هذا إذا كان الدَّينُ لك، أمَّا إذا كانَ الدَّينُ لغَيرِك فمِنَ
التَّيسيرِ عليه أنْ تُساعِدَه بما يُسدِّدُ دَينَه، أو يُخفِّفُه عنه.
قولُه: «وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ» هذا ضِدُّ الغِيبةِ
والنَّميمةِ الَّتي سبقَ النَّهيُ عنها في الحديثِ الَّذي قَبْلَه، فإذا رأيتَ على
أَخِيك نَقْصًا في دِينِه فبَادِرْه بالنَّصيحةِ بَينَك وبَينَه، فرُبَّما يكونُ
جاهِلاً، أو غَلَبَتْه نَفْسُه أو الشَّيطانُ، فأنتَ تَنصَحُه وتُبيِّنُ له فيما
بَينَك وبَينَه سِرًّا، وتَستُرُ عليه، ولا تَفضَحُهُ في المَجالِسِ وعندَ
النَّاسِ.
قولُه: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» هذا عامٌّ، فإذا أعنتَ أخاكَ بأيِّ نَوعٍ من أنواعِ الإعانَةِ فيما يَحتاجُ إليه؛ فإنَّ اللهَ