يكونُ في عَوْنِك، يعني: يُعينُك؛ لأنَّ الجَزاءَ
مِن جِنسِ العَملِ، فإذا كُنتَ تُريدُ أنْ يُعينَك اللهُ فإنَّك تُعينُ إخوانَك
بما تَقْدِرُ عليه: مِنَ المالِ، أو الجاهِ، أو غيرِ ذلك.
قولُه: «وَمَنْ سَلَكَ
طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا» يعني: العِلْمَ الشَّرعيَّ الدِّينيَّ،
أمَّا سُلوكُ الطَّريقِ للعِلمِ الدّنيويِّ فهذا مُباحٌ، ولكنَّ سُلوكَ الطَّريقِ
للعِلمِ الشَّرعيِّ هذا مَشروعٌ، قد يكونُ واجِبًا، أو مُستحبًّا، وسُلوكُ
الطَّريقِ يَشمَلُ الطَّريقَ الحِسِّيَّ بأنْ تُسافِرَ وتَرحلَ لطَلبِ العِلمِ،
ويَشمَلُ الطَّريقَ المَعنويَّ، بأنْ تَقرأَ وتَحفظَ، وتَتفهَّمَ النُّصوصَ منَ
الكِتابِ والسُّنَّةِ، هذا سُلوكٌ لطَريقِ العِلمِ، شِراءُ الكُتبِ النَّافعةِ،
القِراءةُ فيها والتَّأمُّلُ فيها، ودِراسَتُها على العُلماءِ، هذا مِن سُلوكِ
الطَّريقِ لطَلبِ العِلمِ، وهوَ طَريقٌ مَعنويٌّ.
قالَ: «سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»؛ لأنَّ العِلمَ الشَّرعيَّ هو الَّذي يُبيِّنُ الطَّريقَ للجنَّةِ، فالعَملُ الصَّالحُ وتَركُ العَملِ السَّيِّئِ طَريقٌ إلى الجنَّةِ، ولن تَسلُكَ طريقَ الجنَّةِ إلاَّ بالعِلْمِ الشَّرعيِّ الذي تَعرفُ به المَشروعَ مِن غيرِه، فقد تَجتَهِدُ في عِبادةٍ أو في شيءٍ وهو طريقُك إلى النَّارِ؛ لأنَّه ليسَ طَريقًا مَشْروعًا، ولا يُؤدِّيك إلى الجنَّةِ، وإنَّما يُؤدِّيك إلى النَّارِ؛ كالبِدعِ والمُحدَثاتِ والخُرافاتِ، ولو اجتَهدْتَ اللَّيلَ والنَّهارَ فأنت تَسيرُ إلى النَّارِ، أمَّا الطَّريقُ الَّذي يُؤدِّي إلى الجنَّةِ فهو ما جاءَ بهِ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، فاللهُ سبحانَه لم يَكِلْنا إلى