أنفُسِنا، ولا إلى تَقْليدِ فلانٍ وفلانٍ، أو
للاستِحساناتِ النَّفسيَّةِ، وإنَّما شَرعَ لنا طريقًا مُستقيمًا هو ما جاءَ بهِ
الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، فعَليكَ أنْ تَلزَمَ هذا الطَّريقَ؛ فإنَّه
يُؤدِّيكَ إلى الجنَّةِ قَطْعًا، أمَّا ما خالَفَ ما جاءَ به الرَّسولُ فإنَّه
يُؤدِّيك إلى النَّارِ، فاتْرُكْه.
قالَ صلى الله عليه
وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ
كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ
السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلاَئِكَةُ،
وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» هذا فيه أنَّ طَلبَ العِلْمِ ينبغي
أنْ يكونَ في المَساجدِ؛ لأنَّها بُيوتُ اللهِ، ومَأْوَى الملائكةِ، وفيها
السَّكينَةُ والرَّحمةُ، فيَنبَغي أنْ يكونَ طَلبُ العِلمِ في المَساجدِ، لا في
المُخيَّماتِ ولا في الاستِراحاتِ، ولا مانِعَ أنْ يكونَ هناكَ مَجلِسٌ عِلْميٌّ، أو
هناكَ مَدرسةٌ يُدرَّسُ فيها العِلمُ، لكنَّ المَسجدَ أفضَلُ، مَهما أمكَنَ أنْ
تكونَ الدِّراسَةُ في المسجدِ فذلكَ أفضَلُ، وإذا كان هُناكَ مَجلِسٌ عِلميٌّ
مُنضَبِطٌ فلا بأسَ، لكنَّه أقلُّ أفضَليَّةً مِن المسجِدِ، «وَمَا اجْتَمَعَ
قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ» يعني: المَساجدَ، «يَتْلُونَ
كِتَابَ اللَّهِ» يَقرؤُونه، ويَتعلَّمُون قِراءَتَه على الوَجْهِ الصَّحيحِ
ويَحفظونه؛ لأنَّه هو أصْلُ العلمِ، «وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ»
يَفهَمُون مَعانيَه، وليسَ المَقصُودُ الحِفظَ فقطْ وأنَّك تَحفَظُ القُرآنَ
وتُتْقِنُه بالقِراءاتِ العَشرِ، لا، هذا وَسيلَةٌ وليسَ هو المَقصودَ، والمطلوبُ
أنَّك تَتفهَّمُ وتَفْقَهُ مَعانيَه وتَعملُ به:
أوَّلاً: تَقرَؤُه.
ثانيًا: تَفْهَمُه.